رئيس التحرير
عصام كامل

المضطهدون المسلمون


اليوم يبدأ مؤتمر الأقليات الذى ينظمه صديقى العزيز مجدى خليل رئيس منتدى الشرق الأوسط، وهو يأتى فى وقته تمامًا.
والسبب أننا للأسف فى عهد التنظيم السرى للإخوان وحلفائه ستشهد الأقليات عصفًا غير مسبوق، والأقليات هنا ليست فقط المسيحيين( فمصر مش بلد المسلمين والمسيحيين فقط )، ولكنها تمثل كل شعوب الأرض تضم جميع العقائد والأديان سماوية أو أرضية، كما أنها تضم الملاحدة واللادينيين، أضف على ذلك أقليات عرقية مثل النوبيين والأمازيغ ويمكننا أن نضيف إليهم أهل سيناء، كما أن لدينا تعددًا لغويا، أوله العربية وبجوارها الأمازيغية التى تتكلمها بعض قبائل الصحراء، ولدينا بالطبع اللغة النوبية.


أما الطوائف الدينية غير المعترف بها فهى كثيرة. منها مثلًا كنيسة مكسيموس وشهود يهوه وغيرهما، أضف على ذلك الشيعة والقرآنيين وهما طائفتان إسلاميتان وتعرضتا لأهوال فى العهود السابقة وستواجهان هولًا أشد فى عهد الإخوان والسلفيين.

المشكلة الكبرى أن دستور الإخوان والسلفيين لا يعترف بغير الديانات السماوية الثلاث، والأخطر أنه عند تفعيله فى قوانين سيحرم باقى فئات المصريين من حقوقهم البديهية وهى حرية الرأى والاعتقاد والتنظيم، كما أن القوانين المقبلة سوف تحرم من هم على أرض الإسلام من حقوقهم طالما أنهم ليسوا سلفيين أو إخوان ومنهم مثلًا الشيعة.

كنت أنوى أن أطرح على زملائى وأساتذتى فى هذا المؤتمر المهم، فئة أخرى مضطهدة، لكن لظروف قهرية لم أستطع المشاركة، هذه الفئة يتم تكفيرها وإباحة قتلها علنًا، بل تسحلهم وتعذبهم وتقتلهم ميليشيات التنظيم السرى للإخوان وحلفائه، هذه فئة من مسلمين يعارضون ويرفضون المشروع السياسى للإخوان والسلفيين، وبعض منهم يرفضون فى الأساس أن تكون للدولة مرجعية دينية، فهم وأنا منهم مع الدولة العلمانية التى تحمى الحريات الفردية والعامة، وتدافع عن حق كل المصريين فى المساواة المطلقة فى الحقوق والواجبات، وأتوقع أن هذه الفئة من المسلمين لن يقل مستوى العصف بهم عن باقى الأقليات، وفى الغالب ستكون أكثر عنفًا وقسوة، فدولة الظلم والقهر الإخوانية لن ترحم أحدًا.


الجريدة الرسمية