حركة محافظين جديدة.. قديمة !!
تجري على قدم وساق، إعداد حركة جديدة للمحافظين، تدل مؤشراتها على أنها تشمل عددًا كبيرًا منهم، ثبت فشلهم في إدارة محافظاتهم.. تأتي الحركة الجديدة استجابة للمطالبات الجماهيرية من أبناء تلك المحافظات، الذين يشكون مر الشكوى من سوء أداء المحافظين، وعجزهم عن تقديم حلول لمشكلاتهم.
وليس هناك ما يدل على أن الحركة الجديدة، ستسفر عن تعيين محافظين ترضي عنهم جماهير تلك المحافظات.. ما دامت الأساليب القديمة في اختيار المحافظين.. ما زالت مستمرة.
أبلغ رئيس الوزراء السابق إبراهيم محلب، وزير التنمية المحلية السابق عادل لبيب، أنه يرشح أحد الأشخاص الذي تتوفر لديه كل المقومات المطلوبة لمنصب محافظ الإسكندرية، سواء من الكفاءة العالية في إدارة المؤسسات الكبرى التي يعمل بها، وكذلك السمعة الحسنة.. ونظافة اليد، بالإضافة إلى التقارير الإيجابية التي أعدتها الأجهزة الأمنية عن مسيرته الوظيفية.. والأخلاقية.
ودعا رئيس الوزراء عادل لبيب للقاء عقد بمكتبه للتعرف على المرشح الجديد.. وإحاطته علمًا بالمهام التي سيؤديها.. والتغلب على الصعوبات التي يحتمل أن يواجهها، خاصة أن الوزير كان يعمل محافظًا بالإسكندرية وعلى علم بكافة أمورها.
وبعد مناقشة بين الوزير.. والمرشح الجديد.. اقترح لبيب أن يتولى محافظة أخرى غير الإسكندرية، حتى يكتسب خبرات واسعة في الإدارة المحلية.
فوجئ الوزير برفض المرشح لمنصب محافظ الإسكندرية وإصراره على العمل بها، أو الانسحاب وكان رأي رئيس الوزراء أنه يجب أن نعطيه الفرصة كاملة في الإسكندرية.
تشكلت حكومة جديدة، شملت تغيير الوزير لبيب، وتعيين أحمد زكي بدر وزير التنمية المحلية، بينما استمر محافظ الإسكندرية في صدام دائم مع أبناء المحافظة.
ويلتقي الثلاثة مصادفة في إحدى المناسبات بمحافظة مطروح، ويتجه المحافظ نحو الوزير السابق في وجود الوزير الحالي، ويقول ليتني استمعت إلى نصيحتك.. فالتجربة قاسية للغاية، بعد فترة قصيرة.. تم تغيير المحافظ استجابة لشعب الإسكندرية هكذا اختير.. وهكذا رحل!
قام المستشار الفاضل المعارض لدولة خليجية بزيارة صديقه رئيس الوزراء وقتها إبراهيم محلب الذي كان بصدد إعداد حركة جديدة للمحافظين سأل محلب ضيفه عن ترشيح قاض شاب حسن السمعة، ولديه قدرة على القيادة لتعيينه في منصب المحافظ، رشح الضيف أحد القضاة الأفاضل الذين تتوفر لديهم الصفات المطلوبة، وفي مقدمتها أن يكون في مرحلة الشباب، وكان الرجل أمينا وصادقا.
تم تعيين القاضي الشاب محافظا للفيوم، ووجد نفسه فجأة مقدما على عمل جديد عليه، فإذا أضفنا إلى عدم معرفته بأمور الوظيفة الجديدة، أن وظيفة القاضي تحتم عليه الانعزال عن الجماهير، حتى تكون أحكامه محايدة.
كما أن خبراته المحدودة في التعامل مع الجهاز الإداري للدولة تبعده عن اكتشاف ألاعيب الفاسدين في المحليات، الذين تمكنوا بعد فترة محدودة من إبعاد المحافظ عن شواغل وهموم محافظته، وعزله عن مواطنيها، لذلك لم يحظ المحافظ الشاب رغم حسن نواياه برضا المواطنين في محافظته.
لا يوجد إمارة واحدة تدل على أن حركة المحافظين التي يجري الإعداد لها، ستفرز قيادات يرضى عنها الناس، ما دامت الأساليب العشوائية هي التي ما زالت تتبع في اختبار المحافظين، علمًا بأن المحافظين الذين سيرحلون لم يسعوا لنيل مناصبهم، ولم يعرفوا الأسباب التي تم اختيارهم على أساسها، كما لم يبلغوا بالأسباب التي دعت للاستغناء عنهم، كما أن الذين لم يشملهم التغيير ليسوا أفضل منهم.
لا تحاسبوا المحافظين الذين سيرحلون ولا تعلقوا الآمال على القادمين.