حصاد العرب من التكنولوجيا.. «جنس ومتفجرات وفتنة وألعاب»
لم يعد خافيًا أبدًا تأثير التطور التكنولوجي على الأخلاق وسلوك الناس بشكل كبير، حتى أمست المجتمعات أسيرة التطور التكنولوجي، وخصوصًا المنطقة العربية التي غالبًا ما تأخذ الجوانب السلبية من التكنولوجيا، وبأسوأ الأحوال تكون "مجرد مستهلك".
إن المجتمعات الغربية قد تكون أقل تأثرًا بالتطور التكنولوجي، خصوصًا العولمة، بسبب الخلفية الثقافية والانفتاح والحرية على الأفكار، فيكون لدى المواطن الغربي حرية الاختيار أو القدرة على الاختيار بين أفكار عديدة.
لكن العالم العربي حول التكنولوجيا إلى كابوس وإلى وحش كاسر ينهش المجتمعات العربية ويفككها مجتمعيًا وأسريًا، وحتى على مستوى العلاقات الإنسانية.
تسلية وألعاب
بدل أن يكون الهاتف المزود بالإنترنت عامل جيد يزيد من إنتاجية المواطن وإيصال المعلومة إليه بسرعة أو مساعدته في أمور عديدة، لكن المواطن العربي جعل من الهاتف المحمول وسيلة للتسلية بالألعاب أو بتصوير مشاهد جنسية والاحتفاظ بها على الهاتف والتي تتحول فيما بعد إلى فضائح، بدل أن تكون كاميرا الهاتف وسيلة للاحتفاظ بلحظات إنسانية.
الإنترنت للجنس
الإنترنت هو صندوق العجائب للوصول إلى أكبر كمية من المعلومات والتفاعل مع العالم، لكن في العالم العربي كلمة "جنس" هي الأكثر بحثًا عنها في «جوجل» عند العرب، إضافة إلى الآلاف من المواقع الإباحية العربية التي تنشر الفضائح، ومعلوم أن الأخبار الأكثر قراءة لدى العرب هي دائمًا الجنسية على المواقع الإلكترونية، كما يقول علماء الاجتماع، إن ارتفاع حالات الطلاق في العالم العربي يعود سببه بالأكثر إلى الإنترنت إن كان بشكل مباشر أو غير مباشر.
السيارات للموت
أما السيارات فالعرب ما يستهويهم من السيارات هي السريعة دون التطلع إلى وسائل الأمان في السيارة، لذلك نجد أن نسبة حوادث السير في العالم العربي إلى ارتفاع كبير في كل البلدان العربية.
السلاح والمتفجرات
الإنترنت أصبح مصدرًا رئيسيًا لنشر المعلومات عن كيفية صناعة المتفجرات والعبوات الناسفة، لذلك شنت الحكومات الغربية حملات كبيرة لإغلاق هذه المواقع، إضافة إلى أن الجماعات الإرهابية والتكفيرية تستعمل التكنولوحيا خصوصًا النت في نقل ونشر أفكارها الإرهابية والكراهية بين الناس، ونقل الخبرات في تصنيع المتفجرات عبر أكثر من وسيلة.
فالعمليات الإرهابية تكشف أن التخطيط تم عبر النت والتنفيذ والتواصل عبر النت.
فتنة وفساد
تقول معلومات إن هناك أكثر من 1500 فضائية عربية الثلثين منها دينية أو تبث الأغاني، القنوات الدينية بدون رقابة أصحابها غير معلومين تبث ليل نهار التحريض بين المسلمين أنفسهم أو بين القوميات العربية والفتاوى جاهزة وتحت الطلب، إضافة إلى المواقع الطائفية التي تحرض بين المذاهب دون وازع، لا أخلاقي ولا ديني، وهي بنسبة كبيرة تهدف إلى الفتنة فقط، وذلك بدلًا من أن تكون المواقع الإلكترونية والتكنولوجيا وسيلة كي تتعرف المذاهب على بعضها وتتوصل إلى أشياء مشتركة، بل تحولت وسائل التواصل الاجتماعي والتعليقات عليها إلى منبر للشتم ومس المقدسات ومصنع للتطرف يغذي الحروب في المنطقة.. وأيضًا المشعوذون ولهم مساحة كبيرة في الفضاء العربي حيث يستغلون صعفاء العقل أو الذين يعانون بسبب مرض أو أي شيء آخر فيبيعونهم الوهم مقابل المال، وحدث ولا حرج عن قنوات الأغاني والرقصات المبتذلات التي لا نفع منها سوى تدمير الذوق العربي.
الإلحاد والمثليين
مع تطور وسائل التواصل والإنترنت بدات تجتاح العالم العربي موجة جديدة وهي المطالبة بحق المثليين وتأسيس جمعيات لهم، أو فكر عبادة الشيطان الذين تتزايد أعدادهم في كل البلدان العربية وينظمون نشاطات شيطانية وطقوس شعوذة وإساءة إلى الأديان السماوية، كما أن الإلحاد ينتشر أيضًا بشكل كبير في المجتمعات العربية المؤمنة، وأصبح لهم جمعياتهم وأحزابهم، ويومًا بعد يوم تزداد أعدادهم، واللافت ليس إلحادهم، بل تطاولهم على الأديان.
إن السرد يطول، فالعالم العربي إنمائيًا واقتصاديًا ما زال متخلفًا، ما يعني أنه لم يأخذ من التكنولوجيا إلا قشورها، فالعالم العربي يصدر اليد العاملة إلى الغرب تحت مسمى "لاجئين" ليبنوا تلك البلاد، أما هو، فمنجم المواد الأولية، خصوصًا النفط والغاز، التي تذهب أموالها إلى مصانع الأسلحة الغربية.
إن الحل الوحيد ليخرج العالم العربي من كبوته هو الاستثمار في العلم وخلق جيل متعلم متحضر وتأمين آفاق العمل له في بلدانه، لا أن يتعلم في الدول العربية على حساب الدولة أو بيع أملاك أهله، ومن ثم يصدر إلى الغرب خامة علمية يتم استغلالها من قبلهم.