رئيس التحرير
عصام كامل

بعد «خيبة أمله».. «النور» يتخلى عن المداهنة السياسية ويبدأ في «عض» الرئيس والحكومة.. يهاجم سياسات التقشف.. يُحرِّم قرض «النقد الدولي».. يهدد بمقاطعة انتخابات ال

حزب النور
حزب النور

كانت نتائج ثورة 30 يونيو وخيمة على التيار الإسلامي بتكوينه العام وبمختلف توجهاته سواء الداعمة أو المعارضة للدولة المصرية، بعد أن لفظ الشعب المصري جماعة الإخوان الإرهابية المتسترة برداء الدين، وما كان من الدولة إلا أن تحترم إرادة الشعب، والصدمة كانت في المواجهة الدامية التي اختارتها جماعة الإخوان بالتعاون مع تيارات أخرى متأسلمة تعتمد السلاح منهجا للمعارضة، وبالرغم من اختيار السلفيين وعلى وجه الخصوص الدعوة السلفية أن تقف على يمين الدولة إلا أن نيران الإخوان طالت باق الكيانات التي تعمل تحت راية الإسلاميين بوجه العموم.


الجانب الآمن
وبالرغم من اعتماد السلفيين القاعدة الفقهية التي تقول المبدأ القائل: "درء المفاسد مقدم على جلب المنافع"، واختيارها الوقوف بجانب الدولة المصرية وانتقادها للإخوان إبان حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي، وتقديم نفسها للرأي العام بأنها الأكثر اعتدالا بين الحركات الإسلامية، إلا أن ذلك كله لم يكن شافعا لها، وبدا إرث التيار السلفي من المساجد والزوايا وقنوات الفضائية وجهد عمل استمر ما يزيد عن 30 عامًا مهددا بالزوال.

اقرأ أيضا
"الشباب السلفي يحذر من عودتهم إلى الجحور من جديد" 

خيبة أمل
كافة المواقف التي أعلنت فيها الدعوة السلفية دعمها الكامل للدولة لم تشفع لها، وخاصة مع تعرضهم لخسارة فادحة في انتخابات مجلس النواب، حيث لم يحصد حزب النور الذي يزعم أنه يمتلك قواعد شعبية في كافة محافظات الجمهورية سوى على 11 مقعدا تحت قبة البرلمان، فضلا عن ما وصفوه بالتعنت الإعلامي في الهجوم على الحزب ومن خلفه الدعوة، وكذا إلقاء القبض على أعضائهم المكلفين بالمراقبة على الانتخابات.

اقرأ أيضا
«النور»: الانتخابات البرلمانية مهزلة لم تحدث في عهد «مبارك».. 

آلة نقد
وكانت خسارتهم في البرلمان القشة التي قصمت ظهر البعير، إذ تحول الحزب المستكين إلى آلة لنقد الحكومة بشكل مباشر، فضلا عن بثه رسائل "مبطنة" إلى الرئاسة تارة للإشارة إلى خلل واقع، وتارة أخرى هجوما لاذعا على قرارات الحكومة ومن خلفها الرئاسة، ووصل الأمر إلى التهديد بعدم خوضهم لانتخابات المحليات المزمع عقدها قبيل نهاية العام الجاري.

وتابع.. «النور»: 80% من قواعدنا الشعبية رفضت خوض انتخابات المحليات.. 

مداهنة سياسية
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، إذ أعلن الحزب وكذلك الهيئة البرلمانية له بمجلس النواب، عن رفضهم الكامل لقرض صندوق النقد الدولي، معددة كم السلبيات التي تترتب على ذلك القرض، فيما واصل يونس مخيون رئيس الحزب، الهجوم الجارح على الحكومة، ووصفه لها بأنها لا تضع المواطن الفقير نصب عينيها وتمنح الغني وتمنع عن الفقير، مهددا بأن تعاطي الحكومة مع الطبقة الفقيرة من الشعب ينذر بكارثة من شأنها تهديد أمن البلاد واستقراراها، وكان آخرها الرسالة التي وجهها "مخيون"، إلى الدولة بهيكلها العام، معربا عن رفضه دعوة الشعب المصري بأن يتحمل التحديات والتي لن يكون لها أي صدى أو أثر في ظل غياب العدالة الاجتماعية، على حد زعمه.

وشاهد.. يونس مخيون مهاجما قرض النقد الدولي: «ربا صريح ولا يجوز».. 
الجريدة الرسمية