رئيس التحرير
عصام كامل

هذا المخطط من لا يريد أن يراه فهو غافل !


لا يزال التاريخ حافلًا بالعبر والدروس والوقائع الدامغة.. التي تؤكد أن جماعة الإخوان هي أصلًا من نبت المخابرات البريطانية.. حيث نشأت تحت بصرها ومباركتها.. ولهذا فلا غرابة أن تدافع عنها اليوم إنجلترا وأمريكا اللتان تحاولان باستماتة إعادة "الجماعة" إلى مياه الحياة السياسية في مصر وغيرها.. كما فتحت الأولى ذراعيها لعناصر تلك الجماعة مانحة إياهم حق اللجوء السياسي كطوق نجاة من المحاكمة القضائية العادلة التي تطالهم جراء جرائمهم التي ارتكبوها في أعقاب صعود الجماعة إلى الحكم حتى تمت إزاحتهم عن الحكم بثورة شعبية هائلة..


ولا تزال أمريكا وتركيا وبريطانيا وقطر تحتضن الجماعة، وتقدم لها كل الدعم في وقاحة سياسية لاستكمال مخطط بدأ منذ عام 2004 وربما قبله لتمكن الإخوان من حكم مصر، حتى إذا دانت لهم الأمور انخرطوا في خدمة أسيادهم وردوا لهم الجميل على حساب الدول العربية التي لا تؤمن الجماعة بشيء اسمه "السيادة" ولا المواطنة ولا الانتماء إليها.

ومن لا يرد أن يرى مثل هذا التآمر وذاك المخطط فهو إما على قلبه غشاوة أو جاهل أو غافل أو متآمر.. فبم نفسر ما يحاك ضد مصر من حملة إعلامية شعواء تديرها مجلة الإيكونوميست الاقتصادية الشهيرة، وتشاركها وسائل إعلام غربية أخرى؛ بهدف الشوشرة على إنجازات الرئيس السيسي والنيل منه، وإشاعة الشعور بالتشاؤم من المستقبل، مدعية أن ثورة 30 يونيو انقلاب، وأن السيسي حاكم غير ديمقراطي يسير بالبلاد إلى الخراب، مطالبة إياه بألا يترشح لفترة رئاسية أخرى..

ولا أدري كيف لمجلة اقتصادية بالأساس أن تقحم نفسها في شئون مصر السياسية، وأن تترك تحليل الاقتصاد وأرقامه واتجاهاته إلى القفز فوق إرادة الشعب المصري ورئيسه ومصادرة حقهما ـ أي الشعب والرئيس ـ في تقرير مصيرهما في الانتخاب والترشح، كحق دستوري أصيل لا يحق لأحد مهما يكن أن يملي عليهما إرادته أو يدس أنفه فيه.. أليس ذلك إغراضًا ودورًا مشبوهًا.. أهذه هي الديمقراطية التي يتشدق بها الغرب نخبته وقادته.. ألم ينتخب الشعب المصري رئيسه بأغلبية غير مسبوقة ولا تزال فترته الرئاسية في منتصفها.. ولم أستبق الأحداث وتصدير صورة قاتمة لأوضاع مصر السياسية والاقتصادية.
الجريدة الرسمية