الأول من ديسمبر.. (الحلقة الأولى - 1)
رواية: نور عادل
تكره "روز" المجيء إلى هنا؛ حيث تقضى معظم وقتها وحيدة بعيدًا عن صديقاتها، ولكن عليها أن تأتى لزيارة والدتها من حين لآخر.. بعد أن انتهت من إفطارها.. سارعت بارتداء ملابسها وتجهيز حقيبتها، ثم قامت باتصال تليفونى أخبرت فيه والدتها بميعاد طائرتها في تمام الـثانية ظهرًا؛ وطلبت منها أن ترسل لها سائقهم الخاص.
بعد أن أنهت "روز" جميع تجهيزاتها ظلت جالسة في شرفتها التي تطل على تلك الحديقة ذات المناظر الطبيعية الخلابة؛ تراقب أوراق الشجر المتساقطة.. وتسمع زقزقة العصافير.. كان الجو باردًا إلى حدٍ ما، ولكن كانت روز تعشق هذا الجو.. قامت بفتح اللاب توب الخاص بها.. وبدأت تجرى حديثًا مع صديقتها "ميريهان".
كتبت لها قائلة: "وحشتونى".. لم ترد "ميريهان" في نفس اللحظة، ظلت "روز" تنتظر، إلى أن شعرت بالملل.. أشعلت سيجارة وهى تشغل نفسها بتأمل الطبيعة اللى تراها أمامها.. سوف تشتاق لهذا البلد الجميل؛ ولشرفتها التي تطل على أجمل المناظر، لكنه بلد ممل؛ ولا تحب أن تظل هنا وحيدة بدون صديقاتها.
يقطع حبل أفكارها صوت رسالة من صديقتها "ميريهان" تقول:
" وحشتينى أكتر، كلها كام ساعة وتنورى مصر تانى، أنا مع البنات دلوقتى وقاعدين نتفق هنعملك إيه أول ما تيجى".. ابتسمت "روز" قائلة:
" مش عايزاكو تعملولى حاجة، عايزة أشوفكم بس.. الشهر ده عدى عليا بملل إنتى عمرك ما هتتخيليه".. دار حديث بينهم لمدة ساعة
ثم جاءها اتصال تليفونى من السائق يخبرها أنه أمام المنزل، أحضرت أشياءها إلى السيارة وهى تتحدث في الهاتف مع والدتها تعاتبها على عدم مجيئها لتودعها لكن والدتها مشغولة طوال الوقت.
جلست روز في السيارة تنظر من النافذة، وكأنها تودع كل مكان في أمريكا.. حينما وصلت إلى المطار وانتهت من جميع الإجراءات المملة.. صعدت إلى الطائرة تنظر في وجوه الناس بملل.. كم تكره تلك الطائرة وجلستها المملة وتكره السفر وتكره جميع من حولها بالطائرة.. سوف تظل نحو 13 ساعة تقريبًا بدون تدخين ! غير معقول!.. بدأت تشعر بالعصبية، حينما جاءت المضيفة بفنجال من القهوة، تصبرت به على هذا الوقت الممل.. وضعت السماعات في أذنيها وظلت تستمع لأغانى Miley Cyrus المغنية المفضلة لديها حينما أغفلت عينيها.