رئيس التحرير
عصام كامل

الدعم الذي لم يذهب لمستحقيه!!


وعد الرئيس بترشيد الدعم وإيصاله لمستحقيه؛ فليس مقبولًا أن يزاحم الأغنياء الفقراء عليه، وأن يشاركوهم فيه، وأن يحصلوا -رغم عدم استحقاقهم- على الخبز والسلع التموينية.. الأمر الذي يتطلب حوارًا مجتمعًيا جادًا تديره قوى المجتمع المدني؛ أحزابه ونخبته وإعلامه، لوضع معايير وأسس عادلة لإدارة ملف الدعم.. وعلى الإعــلام أن يتجنب الخوض فيما يشيع الإحباط، وأن ينأى عن التماهي مع موقف الإخوان والغرب الهادف إلى تقزيم دور مصر، وتشويه صورتها أمام العالم، وليت هؤلاء المزايدين يستقون معلوماتهم من مصادر موثوقة وليس من الأناضول التركية أو صحف الغرب وفضائياته ومواقعه الإلكترونية التي ترسم المشهد وفق أجندات تلك الدول ومصالحها التي تتقاطع حتمًا أو تتعارض مع مصالح مصر.


وسؤالي إلى رجال الأعمال الوطنيين الذين دعاهم الرئيس ذات يوم للإسهام في تنمية الوطن، والأخذ بيده كواجب اختياري لا إجبار فيه.. ألم يحن الوقت لرد جميل وطنكم عليكم.. ألم يسمح لكم الوطن بجمع الثروات وإنشاء المصانع والشركات.. ألم يمنحكم المزايا والفرص.. فإن لم يكن ذلك وقت العون فمتى تردون له الجميل؟

هذا وقت الاصطفاف والتكاتف لمواجهة خطر قائم وداهم.. اليوم وقت تنفيذ المبادرات والأفكار الخلاقة.. فلماذا لا ننفذ أفكارًا طرحها رجال أعمال وخبراء في بداية لقاءاتهم مع الرئيس.. فثمة من طرح فكرة تطوير منطقة عشوائية بصـــورة كاملة، ومن اقترح بناء مصانع ومحطات كهرباء أو استصلاح أراضٍ لتحقيق الأمن الغذائي.. وثمة من اقترح ضريبة تصاعدية أو ضريبة على الثــروة أو تحصيل متأخرات الضرائب، أو فرض رسم تنمية على الدخول المرتفعة..

هذه أفكار من خارج الصندوق تحتاج لابتعاثها، وتنفيذها طواعية وبلا وصاية حكومية.. فالفقراء الجياع طال انتظارهم، ولن يطول صبرهم ولهم حق معلوم في أموال الأغنياء الذين عليهم كفــالة الفقــراء، ومساعدة الدولة في إنقاذهم والطبقة الوسطى من غائلة الفقراء والغلاء والظروف الصعبة حتى لا تلتهم ثورة بطونهم الأخضر واليابس.. هذا أوان استعادة الوطن من براثن الإحباط والتشاؤم ودعاوى اليأس.. الكل في مركب واحد إن نجت نجونا جميعًا.. وإلا فالبديل أخطر مما تصورون؟!
الجريدة الرسمية