الأسوة الحسنة.. كما نفهمها!
عشر سنوات من الدعوة، عانى فيها الحبيب محمد، عليه الصلاة والسلام، كما لم يعانِ أحد.. أوذى بالقول والفعل، حتى انتهى الأمر إلى أن يترك الأهل والدار مهاجرا فى سبيل رسالة ربه، التى حمل مسئوليتها راضيا مرضيا.
فى أرض الهجرة طارده قومه.. أرسلوا الجيوش لقتل دعوته لاعتقادهم جهلا وغباء أنه هو عليه الصلاة والسلام، صاحبها وداعيها، وليس رب السماء.. وقد تعهد عز وجل، بحفظ نبيه ورسالته، فخابت كل محاولات قريش، وعاد القوم مهزومين مكللين بالذل والعار.
وبين كل ذلك خسر الرسول العظيم خسائر فادحة؛ أهلا وأقارب ،أنصارا ومهاجرين مقربين إليه وإلى قلبه، فقد حمزة عمه القريب إلى قلبه وعمره ، بكاه كما لم يبك أحدا.
ورغم كل ذلك.. ورغم ما هو أكثر وأكثر، يعود إلى مكة، يعفو عمن ظلمه ويغفر لمن آذاه.. ولا يصدق الناس أن يعفو عن قاتل عمه حمزة، وحمزة تحديدا.. ليضرب نبى الله المثل والقدوة فى العفو والتسامح اللذين هما قطعا ويقينا،عند المقدرة.
من سنة الحبيب "العفو والتسامح".. وهما أهم كثيرا، وأكثر صدقا ويقينا من سروال قصير تحت الجلباب الأبيض، وهما أهم كثيرا من لحية كثيفة تحت شارب محفوف!.