"وإيش تعمل الماشطة فى الوش العكر"
لست متأكداً من أن المثل يتحدث عن "الوش" أم "الشعر"، ولكن فى كل الأحوال فهو يوصل معنى هاما، وهو أنه يستحيل مهما فعلت أن تجمل الواقع، فالأصل هو أن هناك شيئا إيجابيا يحدث على الأرض وأنت تضخمه أو تخففه، ولكن من المستحيل أن تخلق الأحداث.
مازلت أتذكر أصدقائى الأعزاء من قيادات الحزب الوطنى، وهم يتحسرون على أن هناك إنجازات، ولكن المشكلة هى أنهم لا يملكون صحافة وإعلاما لعرض هذه الإنجاز على الناس بكفاءة، وذلك فى مواجهة صحافة وإعلام خونة ومأجورين.
لم يتغير شىء من هذا فى عهد الإخوان وحلفائهم، فهم يشنون حملة مسعورة ضد عدد قليل من الصحف والقنوات التليفزيونية، بل ويتم تهديد صحفيين وإعلاميين بالقتل والسجن، ويكررون ما كان يقوله قادة الحزب الوطنى، فهم مثله، يملكون أكثر من 60 صحيفة ومحطة إذاعية وتليفزيونية، أقصد هذه الوسائل التى كان يملكها ويسيرها مبارك، والآن انتقلت ملكيتها إلى مكتب الإرشاد، وإذا أضفت عليها صحفا وقنوات الإخوان التى تم تأسيسها بعد الثورة، يصبح العدد مهولا، وهذا العدد المهول يواجه عددا قليلا من الصحف والقنوات التى تعبر عن معارضيهم.
كل ذلك من وجهة نظرهم لا يكفى، لذلك بادرت الجماعة الإسلامية وحزبها البناء والتنمية بإطلاق مبادرة لإنشاء قنوات فضائية وصحف.. وكما قال صديقى وزميلى العزيز خالد الشريف، المتحدث الإعلامى لحزب التنمية، "هذه الوسائل الصحفية والإعلامية ستواجه الوسائل الأخرى "المعادية للفكرة الإسلامية".
دعك من الكلام الفارغ عن هذه المعاداة المزعومة، فالاختلاف كما يعرف زميلى القديم خالد مع مجموعة من البشر حول مشروع سياسى، ناهيك عن أن الأمر لن يحقق ما يريدونه، والسبب أن ما يفعلونه على الأرض هو أكبر عدو لهم، وإذا أرادوا "تجميل صورتهم" فلن تنفعهم "الماشطة"، ولكن الأفعال التى تجعل الناس تقتنع بهم.
أليس كذلك يا عم خالد؟.
طبعاً هو كذلك، لكنهم لن يسمعوا ولن يروا الواقع المزرى الذى صنعوه.