رئيس التحرير
عصام كامل

حسن شحاتة: نجوم المنتخب باعوني عشان الفلوس و«القطبان» أفسدا سوق انتقالات اللاعبين

فيتو

>> نعيش في وسط لا تحكمه المبادئ والأخلاق
>> لست حزينا على تجربة المقاولون
>> مبادئ المؤسسة العسكرية وراء قبول عرض الطلائع

>> "90 % من لاعبي مصر شبه بعض
>> الفلوس خلصت على الانتماءات وحب الأندية
>> ابن البلد أحسن من الخواجة لتدريب ميت عقبة
>> أرفض التعليق على منتخب كوبر لهذه الأسباب
>> جيل السبعينيات الأعظم في تاريخ الكرة المصرية


حينما يتحدث حسن شحاتة على الجميع أن ينصت جيدًا للاستماع إلى واحد من أعظم من لمسوا الكرة في تاريخ الساحرة المستديرة على الصعيدين المحلى والأفريقى.
الحديث مع "المعلم" يبدو دائمًا مختلفًا ليس لجرأته وتاريخه وشعبيته الجارفة، ولكن لكونه صائد البطولات الذي قاد المنتخب الوطنى لإنجاز تاريخى بحصد 3 كؤوس أمم أفريقيا متتالية في واحدة من المعجزات الكروية التي ستبقى صحف التاريخ شاهدة عليها بتعاقب الأجيال.
"شحاتة" بالنسبة للأجيال الجديدة هو أيقونة النجاح في الكرة المصرية، بعد أن اقترن اسمه بالإنجازات والنتائج المبهرة مع المنتخب الوطنى، حيث ما زال الجميع يتغنى بولايته التاريخية مع الفراعنة، والتي شهدت الوصول إلى المركز التاسع على مستوى العالم بين المنتخبات، بل امتد الأمر إلى دخوله ضمن أبرز مدربى القارة الأفريقية على مر التاريخ.
حصد حسن شحاتة جائزة أفضل لاعبٍ في آسيا عام 1970 وأفضل ثالث لاعب من الفرانس فوتبول، وأفضل لاعب بكأس الأمم عام 1974 ووسام الجمهورية من الدرجة الأولى عام 1980، وحصل مع المقاولون على كأس مصر موسم 2004 وكأس السوبر بنفس الموسم 1983.
حصل مع المنتخب الوطني على أمم أفريقيا مواسم و2006 و2008 و2010 وصعد بالمنتخب الوطني إلى التصنيف التاسع في تصنيف الاتحاد الدولي عام 2010 وفي نفس العام صنف أفضل مدرب في عام 2008 حصل على جائزة أفضل مدرب من الكاف، وتم اختياره ضمن أفضل خمسة مدربين في القارة الأفريقية.
"فيتو" التقت "المعلم" في حوار خاص للحديث عن رحلته الجديدة مع طلائع الجيش وتقييمه لمستقبل الكرة المصرية ورأيه في موسم الانتقالات وحقيقة تفاوضه مع الزمالك وتفاصيل أخرى كثيرة يزيح عنها الستار في السطور التالية.. فإلى نص الحوار:


*في البداية دعنا نتحدث عن كواليس توليك مهمة قيادة فريق طلائع الجيش؟
المفاوضات بدأت أثناء الموسم الكروي المنتهي لكنني رفضت الإفصاح عنها احتراما لوجود طارق يحيي، ولم أناقش العرض بشكل رسمي سوى بعد رحيله، لأن هذا مبدئي الذي يتمثل في عدم التفاوض مع أي نادٍ في وجود مدير فني.

*وكيف دارت المفاوضات بينك ومسئولى الطلائع؟
المفاوضات انتهت بجلسة واحدة تم خلالها الاتفاق على كل الأمور سواء الجهاز الفني المعاون أو اللاعبين الجدد الذين سيتم الاستعانة بهم.

*هل كانت لديك عروض أخرى بخلاف عرض الطلائع؟
بالطبع كان هناك عدة عروض من بعض الأندية لكن استقرار والتزام المؤسسات العسكرية كان السبب في تفضيلي طلائع الجيش عن تدريب باقي الأندية التي طلبت التعاقد معى.

*ما تقييمك لتحركات نادي الطلائع بشأن تدعيم الفريق خلال الانتقالات الصيفية الحالية؟
هناك اتجاه للتعاقد مع مجموعة جيدة من اللاعبين تم الاتفاق عليها منذ توليت قيادة الفريق، ورغم انتقال بعضهم لأندية أخرى لكن هناك مجموعة جيدة، وتمثل تدعيما قويا سيتم الإعلان عنها قريبًا فور الانتهاء من كل التفاصيل الخاصة بالأمور التفاوضية.

*وكيف ترى الصفقات التي تم إبرامها فعليًا مؤخرًا؟
الصفقات الجديدة تم رؤيتها بالملعب، ولديهم ما يقدمونه للفريق، وتم رؤيتهم جيدًا.

*هل ترى أن ملايين القطبين الأهلي والزمالك وراء تعثر باقى الأندية في إبرام صفقات سوبر؟
طبعا هذا سبب رئيسي لأنه يوجد أربعة أندية الأهلي والزمالك وسموحة ووادي دجلة يفرغون باقي الأندية من اللاعبين المميزين، والأغرب أنهم لا يستعينون بجميعهم بشكل أساسي، وهذا يؤثر في تدعيم باقي الأندية.

*هل ترى أن هؤلاء اللاعبين يستحقون هذه الملايين؟
وجهة نظري 90 % من لاعبي مصر شبه بعض، باستثناء عدد قليل لديهم الموهبة، ولا يستحقون كل هذه الملايين لتدفع فيهم، وللعلم طلائع الجيش بيدفع فلوس لللاعب الذي يستحق وبالمبلغ الذي يستحقه.

*ماذا عن طموحك مع الطلائع؟
العب دائمًا من أجل البطولة وليس مجرد المشاركة فاسمي وتاريخي لا يسمحان لي بغير ذلك وإن لم يتحقق الحصول على البطولة فعلى الأقل احتلال أحد مراكز المربع الذهبي للمشاركة الأفريقية.

*ما الفرق بين الجيل الحالي من اللاعبين وجيل أمم أفريقيا 2006 و2008 و2010؟
فرق شاسع في الأخلاق والالتزام والانتماء.. اللاعب المصري الآن يقوده المال وليس أي شيء آخر، فهو يفتقد الحماس واللعب بقتال وروح الفانلة مثلما كان في السابق.

*نتحدث عن تجربة المقاولون العرب؟
تجربة المقاولون العرب كانت غريبة فأنا لا أتولى أي فريق بعد بداية الموسم وأرفض هذا تماما، لكن المقاولون له فضل كبير عليا وصاحب بدايتي التدريبية، وفي الموسم الأول نجحت في الصعود به من المركز الـــــ18 إلى السادس أما الموسم الثاني فصادفني سوء توفيق غريب بهزائم متتالية وغير متوقعة.

*هل قدمت استقالتك لرفع الحرج عن مسئولي المقاولون؟
بالطبع لأنهم لن يستطيعوا إقالتي أو مطالبتي بالرحيل فرفعت عنهم الحرج وحفاظًا على اسمي في ظل سوء النتائج وقدمت استقالتي على الفور.

*أصعب المواقف التي واجهتك بهذه التجربة؟
أصعب المواقف رفض بعض اللاعبين الذين أعتبرهم أبنائي من الجيل الذي حصل معي على أمم أفريقيا ثلاث دورات متتالية اللعب بصفوف المقاولون بالموسم الثاني خلال فترة ولايتي للفريق وتفضيلهم الانتقال لأندية أخرى بسبب المقابل المادي دون مراعاة للعلاقة التي بيننا وفضلي في مشوارهم الكروي وأرفض ذكر أسمائهم احترامًا لهم.

*شعرت باختلاف وتغير الزمن ؟
بالطبع حزنت كثيرا لهذا الموقف وكان له تأثير سلبي في حالتي النفسية في ذلك التوقيت لأنني لم أكن أدرك تغيير نفوس اللاعبين لهذه الدرجة فاللاعب المصري الآن الأموال هي التي تحدد وجهته وليس الانتماء.

*ندمت على تجربة المقاولون العرب؟
إطلاقا لم أندم فأنا حققت إنجازًا للفريق في السنة الأولى والظروف عاندتني في الموسم التالي وانسحبت وأنا لا أعتبرها سقطة في تاريجي بل تجربة تحسب لي ومفيدة في الوقت نفسه.

*لماذا لم يعد حسن شحاتة لقيادة الزمالك؟
يُسأل عن هذا مسئولــو الزمالك وليس أنا.

*لكنى أعلم أن الزمالك فاوضك أكثر من مرة لقيادته في وقت سابق؟
التوقيت كان خاطئا.

*بمعنى؟
كان دائما يتم طلبي لقيادة الزمالك وسط الموسم وخلفا لمدرب سابق وأنا أرفض هذا وضد مبادئي كما سبق أن ذكرت حيث إننى أفضل البدء مع فريق كبير مثل الزمالك من بداية فترة الإعداد.

*من الأفضل لقيادة الزمالك المدرب الأجنبي أم المصري في الوقت الحالي؟
أبناء النادي أثبتوا أنهم أصحاب الإنجازات في نادي الزمالك بخلاف المدربين الأجانب باستثناء فيريرا لذلك فهم الأولى والأحق بقيادة الفريق خلال الفترة القادمة.

*هل بالفعل أبناء الزمالك يكرهون بعضهم البعض؟
أبناء الزمالك في قمة الوفاء والإخلاص لناديهم ومع بعضهم البعض وكل منهم يساند الآخر في مهمته إذا لم يتدخل أحد بينهم ومن يتدخلون بينهم هم من يشيعون هذا الكلام العارى تماما من الصحة.

*أصبحنا على أعتاب انتخابات اتحاد الكرة.. من ستسانده في المعركة القادمة؟
لا أفضل مناصرة أحد أو الإعلان عن انتمائي لأي جبهة ليس ضعفا أو خوفا من أحد ولكنه مبدأ عشت عليه وأتبعه في حياتي وإن طلب أحد مساندتي لن أمانع.

*ما أفضل جيل بالكرة المصرية؟
جيل السبعينيات هو الأفضل في كل شئ الأخلاق والالتزام والمهارات والإمكانيات البشرية ولن يتكرر مرة أخرى.

*لكن لماذا هذا الجيل لم يجد حظا وتوفيقا في الصعود لكأس العالم؟
لأنه لم يتمتع بأي إمكانيات أو تدعيم مادي بخلاف منتخبات شمال أفريقيا التي كانت تتمتع بكل شيء، حيث افتقد منتخبنا الوطني الإعداد الجيد من معسكرات ولقاءات ودية وتهيئة نفسية وبشرية لتحقيق ذلك، علاوة على مرورنا بحروب 67 و73 والتي كان لها تأثير سلبي في هذا الجيل، ويكفي أن يعرف الجيل الحالي أن ملابس المنتخب كانت منحة من ألمانيا، لذلك فهو جيل ظلم كثيرًا، لكنه الأعظم في تاريخ الكرة المصرية ويليه الجيل الذي قاده محمود الجوهري بالمنتخب ثم الجيل الذي توليت قيادته وحصدت معه 3 أمم أفريقيا.

*وماذا عن الجيل الحالى ؟
جيل مختلف سلوكيا ومهاريا ودينيا، لكني أتنبأ له بمستقبل واعد في ظل اللاعبين المحترفين، رغم قلة عددهم لكنهم أصحاب تجارب جيدة وفخر للكرة المصرية أمثال محمد صلاح والنني وعمر جابر ورمضان صبحي.

*كيف ترى المنتخب الوطنى تحت قيادة الأرجنتينى هيكتور كوبر؟
أي تعليق للمنتخب سواء جيدا أو سيئا سيحسب على لذلك لا أستطيع إبداء أي رأي، ويكفي أن أقول إن الجيل الحالي جديد لا أستطيع تشبيهه بأي جيل آخر مختلف في كل شيء الطموح والطريقة في اللعب والانتقال من ناد لآخر.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لــ "فيتو"
الجريدة الرسمية