رئيس التحرير
عصام كامل

إذا لم نكن مهمومين بشبابنا.. ففيم نهتم؟!


تلك إشكالية أكبر من أن تنهض بها أي مؤسسة بمفردها.. هي أزمة مجتمع بكامله.. أزمة ثقة وتخلف.. وتلك قضيـة عصـر لا يسمـح لأحــد بالعمل في الخفاء أو ممارســة تعتيم على الحقائق.. العالم كله صار عند أطراف الأصابـع.. لن تقبل الشعـوب التي ذاقت طعم الحريـة والديمقراطيـة، وتنسمت أريـج الحوار التفاعلي بلا رقيب أن تفرط في مكتسباتها.. فما كان يحدث في الماضي لم يعد مقبـولًا أن يحـدث اليوم، بعد أن هيأت الإنترنت وطفرات التكنولوجيا طريقًا عالميًا لتدفق الأخبار والمعلومات بلا حدود في التو واللحظة، وارتادت الصحافة الإلكترونية والفضائية آفاقًا غير مسبوقة على طريق المنافسة حتى عجزت الصحافة الورقية عن مجاراتها، وصار زوالها خطرًا قادمًا لا محالة.


إذا كنا بحاجة إلى سرعة توظيف فضاء التكنولوجيا فنحن بحاجة أكثر إلى تحسيــن جودة المحتوى الهادف.. وإذا كانت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات قامت بدورها المأمول في عهد وزيريها نظيف وكامل؛ بتشييد بنية معلوماتية قوية ومتقدمة وضعت مصر على الخريطة العالمية، وجذبت إليها استثمارات ضخمة تراجعت بصورة كبيرة بعد ثورة يناير مع تعدد الوزراء وغياب الرؤية. 

فإن السؤال الآن: ماذا فعلت الدولة لترشيد استخدام التكنولوجيا وتجنب مخاطرها وجرائمها.. ولا يجوز أن نلقي بأعباء ذلك كله على كاهل وزارة الاتصالات وحدها فأين وزارات التربية والتعليم والشباب والرياضة والثقافة.. وأين الجامعات وأين دور الأسرة والمؤسسات الدينية في مواجهة تنظيمات الإرهاب التي نجحت في توظيف الإنترنت لتجنيد الأتباع، والتواصل مع قواعدها، ودفعهم إلى ارتكاب الجرائم في حق الدول والشعوب على مستوى العالم كله في الوقت الذي تخلفت فيه الحكومات عن مجابهة هذا الخطر.

فإذا لم نكن مهمومين بشبابنا ومستقبلهم وهم الفئة الأكبر بين السكان ( يمثلون نحو 60% ) وكيفية استخدامهم التكنولوجيا وكيفية تجنيبهم مخاطرها واجتذابهم ناحية الأولويات الواجبة لبلدهم.. فبم نهتم وماذا يشغلنا عنهم ؟!
الجريدة الرسمية