رئيس التحرير
عصام كامل

طرق أسوان تحصد أرواح أبنائها ونزيف الأسفلت لم يتوقف «تقرير»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تحصد الطرق بمحافظة أسوان أرواح العديد من أبناء المحافظة بسبب حوادث السير المتكررة، وخاصة الطريق الغربى الصحراوى أسوان القاهرة الذي أطلق عليه المواطنون "طريق الموت"، وطريق مدينة أبو سمبل السياحى، منذ عدة سنوات يشكو الأهالي من الطرق ولكن دون جدوى، مما دفع أهالي المحافظة لإطلاق حملة شعبية منذ نحو عام تقريبًا للمطالبة بإصلاح الطريق الصحراوى الغربى، واستجاب له المسئولين بالعديد من الوعودة، ولكن دون جدوى واستمرت الطرق كما هي، ونزيف الأسفلت لم يتوقف حتى الآن.


وحصد طريق الموت في الأيام القليلة الماضية أرواح ثلاث أشقاء وصديقهم بالقرب من مدينة إدفو، ثم يعقبها بنحو يومين تقريبًا حادث آخر أسفر عن مصرع صديقين من شباب أسوان، وحدثت حالة غضب عارمة بين أهالي المحافظة بسبب فقدان أبنائهم ضحية للإهمال،وفى السنوات الماضية حصد المئات من الأرواح وكان أبرزها الحادث الذي راح ضحيته 28 شخصا وأصيب العشرات.

ويأتى طريق مدينة أبو سمبل السياحية في المرتبة الثانية عقب الطريق الصحراوى الغربى، نظرًا لسوء حالته التي تؤدى إلى حدوث العديد من حوادث السير وآخرها في الأيام القليلة الماضية حيث راح ضحية حادث سير أربعة اصدقاء أثناء قدومهم من مدينة أبوسمبل إلى أسوان.

ومن ناحيته قال عبدالناصر صابر خبير سياحى ونقيب المرشدين السياحيين بأسوان إن المحافظة ذات طبيعة جغرافية استرتيجية سياحية خاصة جدًا وبالرغم من هذا تعانى من إهمال وتهميش متعمد بسبب تجاهل المسئولين للمطالبات المتعددة بإصلاح الطرق الغير ممهدة، موضحًا أن الطريق الصحراوى الغربى من المفترض أن يربط مصر بأفريقيا يأتى من الشمال من القاهرة مرورًا بمحافظات الصعيد ليلتقى طريق أسوان أبوسمبل الذي يمتد إلى الحدود المصرية السودانية وقريبا سيتمكن المسافرون وكذلك مئات الشاحنات إسبوعيًا من السفر برا إلى السودان ومنها إلى دول أفريقية أخرى فهو إذن طريق دولى.

أضاف لـ"فيتو" أن الحل الوحيد والجذرى هو ازدواج الطريقين الذين أغفلتهما الدولة تمامًا في مشروع قومى للطرق بلغ قوامه نحو 4000 كيلو متر من الطرق تتغنى بها الحكومة ولأسباب ظاهرها عدم الاكتراث والتهميش وباطنها لا يعلمه المواطنون، مشيرًا إلى أن المسئولين في أسوان وأولهم محافظ الإقليم ويليه النواب المنتخبون دون المستوى المؤهل للمطالبة بحقوق هذه المحافظة المهمة والعمل على خدمتها.

أوضح صابر أن أسوان تمتلك من المقومات والموارد الطبيعية والثروات التي تجعلها تنفق على مصر كلها وتنعشها مثل الخامات الطبيعية من جرانيت ورخام وفلسبار وحديد وبودرة تلك ومايكا وبالرغم من ذلك يتجاهلها المسئولين وتترك أرواح أبنائها تحصد على الطرق المهملة، لافتًا إلى أن السكوت على هذه الحوادث من ِقبل المسئولين يصل إلى مستوى المشاركة في هذه الجريمة ودماء الضحايا معلقة في رقبة المحافظ ورقاب نواب أسوان.
الجريدة الرسمية