رئيس التحرير
عصام كامل

الحكومة.. واستخدام الإنترنت في التواصل مع الناس!


الفضاء الإلكتروني عالم محبب إلى شبابنا.. وإذا لم نسبقهم إليه بمحتوى تنويري هادف سبقونا إليه بالانحراف فكريًا وسلوكيًا وصاروا عبئًا ثقيلًا على الدولة.. إذا لم نكن جاهزين لهذا العالم بتطبيقاته الحديثة وخصوصياته وتوفير البيئة المناسبة والبنية اللازمة له، فسوف يفلت زمام شبابنا من أيدينا إلى غيرنا.


وهنا أدعو قادة الفكر قبل أرباب التكنولوجيا، لتحليل الظواهر الاجتماعية الجديدة، وانعكاسات الإنترنت على مجتمعنا، وكيفية توظيفها في الحفاظ على شبابنا، واستعادتهم لصالح المجتمع ليس بسلطة أبوية رافضة لكل ما يفعلونه أو متسلطة تحرمهم من هامش الحرية الذي يتنفسونه بل بالتوعية الرشيدة بطريقة تربوية جذابة تحول هذه الأداة الهدامة إلى وسيلة بناء للمعرفة والوعي والانتماء والشراكة.

والسؤال أخيرًا، لحكوماتنا:
لماذا لا يتم استخدام الإنترنت للتواصل الحقيقي مع الناس.. وعرض الإنجازات والشواغل القومية على الرأي العام وتلقي ردود الأفعال والرؤى والانتقادات بصدر رحب وبمرونة وعقل مفتوح؟.. لماذا لا تتواصل مع الفئات المختلفة، وعلى رأسهم الشباب بلغة يفهمونها ويحبونها؟..

 ألا تعرفون أن شباب اليوم لا يجلس أمام التلفاز لمتابعة الأخبار ولا برامج التوك شو ولا قراءة الصفحات الأولى للصحف، بل يشغله جهاز المحمول وتطبيقاته الحديثة المتصلة بالإنترنت.. آن الأوان لمعرفة نوع الرسالة المراد توصيلها للشباب وبأي صورة نقدمها.

نحن أمام منظومة جديدة تتطلب صيغة مغايرة لاحتوائها والتفاعل معها وتوجيهها وجهة رشيدة تجنبنا الآثار المدمرة للتكنولوجيا التي تستخدم بلا ضوابط وبلا وعي وبلا هدف، إلا الاستهلاك النهم والإشباع الغرائزي أو الانقياد الأعمى للتطرف.. علينا إسراع الخطى حتى نحجز لأنفسنا مكانًا يليق بنا في عالم افتراضي كثرت أوهامه وقلت حقائقه حتى لا يفقد أبناؤنا بوصلتهم إلى الوطن !!
الجريدة الرسمية