أبوتريكة كما شاهدته
بعد أحداث بورسعيد وبعد وفاة 72 عضوا من أعضاء ألتراس أهلاوى قرر أعضاء الجروب عمل عزاء جماعى لكل الأعضاء أمام النادى الأهلى بالجزيرة وأقامو العزاء وكنت واقفا لتلقى العزاء فوجدت لاعبى الفريق الأول لكرة القدم بالنادى الأهلى يدخلون جميعا مع بعضهم البعض ودخلوا إلى السرادق الخاص بالعزاء فما كان من "أبوتريكة" إلا أن قام بالنداء عليهم وطلب منهم أن يقفوا هم لتلقى العزاء مؤكدا أنهم أولى الناس بتلقى العزاء فى جماهيرهم وبالفعل اصطف لاعبو الأهلى لتلقى العزاء وبعدها شاءت الظروف أن يطلب من "أبوتريكة" مصاحبته للذهاب إلى بعض أسر الشهداء وبالفعل تحركت معه وكنت شاهدا على ما قام به لأسر الشهداء فى كل المحافظات حيث إنى كنت أنا وهو فقط فى أغلب السفريات وشاهدت دموعه بسبب رؤيته أما تقوم بالاتصال بابنها الوحيد الذى لقى حتفه فى الأحداث على موبايله الخاص بعد أسبوع من وفاته وهى التى دفنته بيدها وشاهدته كيف تصرف عندما أصر أهالى مدينة السويس على أن يلبى رغبتهم بالغداء معهم وهو الذى قضى فى مدينتهم أكثر من سبع ساعات وثلاث ساعات سفر ذهابا وإيابا ولم يأكل أى شىء وعندما سألته عن سبب رفضه أكد لى أن هذا سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
شاهدته وهو ينفق من ماله الخاص على أهال أقل ما يمكن وصفه لهم بأنهم يعيشون تحت خط الفقر بمليون خط،
شاهدته عندما عرض عليه أن يجلس فى أحد الكافيهات ليستريح إلى أن يحضروا له سيارته فرفض وأكد أن لاعبى الكرة يجب أن يتقوا الشبهات وهذا ما قاله لى ردا على قولى له لماذا لا تستريح حتى يحضروا لك سيارتك، شاهدته بنفسى وكيف احتفل بأهالى الشهداء عندما عزمهم جميعا فى الفيلا الخاصة به يوم عيد الأم وإحضاره سلسة ذهبية لكل أم تحمل صورة أبنائها.
شاهدت بنفسى ما يقوم به مع كثير من المحتاجين أمام بوابات النادى الأهلى عند خروجه، شاهدت بنفسى ما تعرض له من الكثيرين من الإعلاميين بعد اعتذاره عن لعب مباراة إنبى فى السوبر المصرى وكان تعقيبه على ذلك دائما بأنه لا غضب من ذلك فهم سبب شهرتىه وحقهم على أن يتحمل نقدهم مؤكدا أنه فعل ما أملاه عليه ضميره،
شاهدت تبرعاته لمستشفى سرطان الأطفال، شاهدت التزامه بأداء تدريباته فى النادى وذهابه للنادى بعد صلاة الفجر مباشرة والنوم فى غرفة الملابس حتى موعد المران وبعدها الجلوس فى النادى حتى المران المسائى.
وبعد كل هذه المشاهدات عندها علمت أنه مرشح لنيل جائزة أفضل لاعب هذا العام داخل القارة الأفريقية، وتأكدت أنه سيفوز بها نظير ما قام به ونظير دعاء آباء وأمهات الشهداء المتواصل له ونظير مستواه العالى هذا الموسم مع الأهلى فى بطولة أفريقيا وكأس العالم للأندية، فهذا "أبوتريكة" كما شاهدته وكنت قريبا منه أفضل لاعب بكل جدارة واستحقاق.
Aboali7995@yahoo.com