رئيس التحرير
عصام كامل

المدينة الصلعاء


بالأمس القريب كنت في زيارة لبلدتي أبوتيج، وهناك هالني ما رأيته، فلا المدينة عادت كما هي، ولا أنا عدت كما كنت، فهناك هالني ما وجدته من عدم اهتمام، حيث بدت المدينة جرداء إلا من مبان صماء باتت هي عنوان هذه المدينة، التي كانت فيما مضى تتمتع بالخضرة والجمال، حيث كانت تكسوها الأشجار في كل مكان، من أولها بداية من طريق أسيوط سوهاج إلى آخرها حتى حدود مدينة صدفا، ولا أدري ما الحكمة في اقتلاع هذه الأشجار التي كانت بمثابة مظلات طبيعية يلجأ إليها الناس في أوقات الظهيرة، ورغم دورها في الحفاظ على التوازن البيئي حتى بدت المدينة وكأنها صلعاء.


أما مستشفى أبوتيج المركزي والذي كان عنوان المدينة، فقد تطاولت عليه الأيدي بالهدم، حتى صار كالجسد الهامد الذي لا يتحرك، بعد إن كان ملء السمع والبصر إذ يخدم المركز وقراه العديدة، ولا أدري لماذا تحول إلى هذا الشكل البغيض بعد أن هجره الأهالي وباتوا يترحمون عليه! 
أما حديقة ناصر وهي ثاني حديقة حيوان في القطر المصري، وتخدم محافظة أسيوط ومراكزها، إذ تعد هي حديقة الحيوان الوحيدة في المحافظة، وقد تكون في الصعيد كله، فلا أعلم لماذا صارت بهذا الشكل المزري الذي لا يسر أبناء المدينة قبل الزائرين؟!
فالحديقة امتدت إليها -كما يقولون- يد التطوير مع بداية العام الحالي، وتم اقتطاع أجزاء منها بحجة بناء محال تجارية تدر دخلًا إضافيًا لها، رغم أن عدد زوارها لا بأس به، حيث تمتلك مرسى نيلي على النيل، وقاعتي أفراح يدران عليها دخلا لا بأس به، رغم قلة الاهتمام والصيانة، ومع ذلك فقد كان أبناء المدينة يأملون أن يكون افتتاح هذه المحال بادرة خير لتحسين أحوال الحديقة، وجلب حيوانات لها إذ تعد المتنفس الوحيد للمدينة، ومصدر فخر لأبنائها وهو الأمر الذي لم يحدث حتى الآن رغم افتتاح المحال التجارية والعمل بها، ولا أدري من المسئول عن تأخير التطوير بهذه الحديقة التي قد تنعش خزينة المدينة هل هو مجلس المدينة أم المحافظة؟!

كورنيش النيل في المدينة رغم امتداده لمسافات طويلة إلا أنه لا يحظى بأي اهتمام سوى انتشار المقاهي غير المرخصة على شاطئه ليلا، ولا أدري لماذا لا يهتم مجلس المدينة بهذا الكورنيش الذي تمتد عليه القمامة، وتظهر المدينة بشكل غير حضاري، رغم وجود سور حديدي يفصل بين النهر والمدينة، إلا أنه وبسبب تقاعس المسئولين فقد بات حرم النهر مستباحا لكل من هب ودب ما بين القمامة والمقاهي غير المرخصة التي باتت هي الظاهرة الأعم هذه الأيام!

الجريدة الرسمية