رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. «فيتو» في منزل صاحبة «برونزية رفع الأثقال».. والدة سارة سمير: خاضت البطولة رغم إصابتها.. وزارة التعليم سرقت فرحتنا.. و«الميدالية» ريحت أبوها في قبره.. و«كنت

فيتو

كانت دموع الفرحة تملأ عينيها عندما عبرت عن سعادتها بفوز نجلتها بـ"الميدالية البرونزية" في رفع الأثقال بأوليمبياد البرازيل 2016، مؤكدة أن ابنتها فاقت كل التوقعات.

والدة سارة سمير «الحاصلة على برونزية رفع الأثقال»، قالت إنها تابعتها لحظة بلحظة قبل البطولة خوفا عليها من الإصابة خاصة أنها كانت تعاني من «تورم في الركبة» ولازمتها آلام نتيجة التدريبات المستمرة.
وتابعت: "طالبتها بعدم الضغط على صحتها أكثر من اللازم ويكفي أنها وصلت إلى تلك المرحلة خوفا من أن الأوزان الثقيلة تتسبب لها في ضرر، لكنها رفضت وقالت في آخر مكالمة هاتفية قبل البطولة قائلة: «إزاي يا ماما تقولي كده أنا تعبت كتير ولازم أقدم شيء لمصر وأرفع اسم بلدى واسم بابا».

وأضافت: «عندما كانت ترفع الأثقال كنت بتمنى أرفع مكانها.. وفور إعلان فوزها غمرتني سعادة كبيرة كللت تعب السنين وأطلقت الزغاريد التي حرمتها عليّ منذ أن توفي زوجي».
وأكدت أنها حزنت كثيرا عندما وصل خطاب رسوبها في امتحانات الثانوية العامة لتغيبها بسبب ارتباطها بالبطولة، وفشلت كل المحاولات تقديم اعتذار وتأجيلها لبعد البطولة، قائلة: «وزارة التربية والتعليم سرقت فرحتي بفوزها».
وأضافت: «كنت أتابعها باستمرار ومتابعة مواعيد تناولها للغذاء وأداء فرائض الصلاة».
وأشارت إلى أنه رغم إقامتهم في قرية ريفية بمحافظة الإسماعيلية لكنهم لم يتطبعوا بطباعها خاصة أن والدها مهندس زراعي وهي سيدة متعلمة وتعليم وتربية أبنائهم هو اهتمامهم الأول.
وأوضحت أن سارة طالبة في الثانوية العامة وشقيقتها سمر حاصلة على ليسانس حقوق وشقيقها الأكبر هو الأول على دفعة تربية رياضية بينما شقيقتها الصغرى طالبة في الثانوية العامة أيضا.
وقالت: "عندما قررت سارة ممارسة رياضة رفع الأثقال لم تعترض الأسرة بل دعمها الجميع على مواظبة التمارين الخاصة بها وتحصيل دروسها قائلة: "ابنتي بمليون راجل، ووضعت أمام عينيها هدف الوصول إلى العالمية فهى فتاة بسيطة التزمت بدينها وحجابها وعادتها وتقاليد عائلتها والحمد لله حققت نجاحا كبيرا".

وطالبت والدة بطلة الأوليمبياد المسئولين بالوقوف إلى جوار سارة بمنحها فرصة أداء امتحانات الثانوية العامة، خاصة أنها كانت تؤدى واجبها الوطني ورفعت اسم مصر بين دول العالم.
وقالت: «لا أريد أن أتوسل أكثر من ذلك فقط كل ما أطلبه أن تكللوا فرحة ابنتي بأداء امتحانات الثانوية العامة.. قفوا مع بنتى وقفة الأب اللي اتحرمت منه».
وعن المكافأة المالية المقرر صرفها نظير فوزها في الأوليمبياد قالت: «ابنتي متفوقة ومال الدنيا لا يعنينا لكن مستقبلها عندي أهم إذا كانت أصيبت أثناء البطولة ولم تحقق اللقب لم يكن يلتفت إليها أحد وكانت خسرت مشوارها الرياضي ومستقبلها التعليمي».
ووجهت الأم رسالة إلى ابنتها: «ألف شكر يا سارة على الفوز والآن أشعر أني أديت رسالتي أمام والدك وأمام الله واليوم والدك مرتاح في قبره وفخور بإنجازك لأهلك وبلدك».
بينما قالت سمر سمير الشقيقة الكبرى لبطلة الأوليمبياد في رفع الاثقال: «أختي تعبت كتير للحصول على اللقب وربنا جزاها خير ورفعت اسم مصر.. وأتمنى أن تكمل فرحتها بأداء امتحانات الثانوية العامة».
وأضافت: «سارة خضعت لمعسكر مكثف قبل البطولة بأربعة أشهر وكنا جميعا نخشى عليها من رفع الأثقال خاصة أنها من الممكن أن تضحي بروحها مقابل الفوز».
وأوضحت أنه في آخر مكالمة جمعتهما قالت: «أنا لو هموت تحت الحديد هشيلها مش بعد كل ده أرجع من غير لقب»، وتابعت: «سارة فتاة مخلصة ووطنية حتى النخاع كانت دائما تضع نصب عينيها رفع اسم مصر خفاقا أمام الدول».
وقال محمد شقيق البطلة: «البداية كانت عندما جاءت سارة للحضور في أحد التمارين الخاصة به كلاعب أيضا في رفع الأثقال، وأعجبت باللعبة وقررت أن تخوض التجربة فشجعتها خاصة أني رأيت فيها بطله قادمة وأنها أفضل من اللاعبات المتواجدات معه».
وأضاف: «من يستحق الميدالية الذهبية والدنا ووالدتنا الذين كانوا يضحون كثيرا من أجلنا ومن أجل سارة على وجه الأخص ولم يتركوا لها تدريبا أو بطولة إلا وحضروها وشجعوها على الفوز ورغم أننا أسرة بسيطة لم يبخلوا عليها بشيء وعاونوها كثيرا في مراحلها الدراسية واثق جيدا أن مصر لن تنساها».
الجريدة الرسمية
عاجل