المصريون في الخارج
حوادث الاعتداء على المصريين تتكرر وتترك بين مصر والدول الأخرى أثرًا صعبًا يصل إلى حد المشكلات الدبلوماسية وتعتبر هذه التعديات إهانة للأسرة المصرية، حين يتم مشاركة الصور ليظهر إلى الناس كيف يمكن أن تكون المعاملة في الخارج الذين يذهبون للعمل وتحمل المشاق من أجل لقمة العيش.
لابد من الوقوف على أسباب الاعتداء على العامل المصري مهما كانت تجاوزاته فإن التعامل معه بالقانون هو الأساس وإن أي تجاوزات لا يتم قبولها وعلى العامل المصري أن يرفض أي تجاوزات ولا يتحمل أكثر مما يتحمل فالحدود مطلوبة لكى لا نصل إلى ما لا يحمد عقباه.
نعم لقمة العيش تجعل الإنسان يصبر على ما يتحمل ولكن يجب ألا تصل إلى حد الاعتداء على الفرد وأننى أتذكر أحد العاملين في إحدى الدول العربية عندما جاء إلى مصر وكان يحكى أن المصريين لابد أن يقوموا بالظهور أمام الأمم الأخرى بصورة كفيلة أن يحترمهم الآخرون وحكى عن وقوفهم أمام الجوازات وأنهم كانوا لا يعرفون كيف يقفون الطابور ولهذا فقد أحضرت سلطات المطار فردًا من العاملين يمسك عصا يقوم بضرب كل من يتجاوز الخطوط المرسومة لهم لأنهم لا يعرفون كيف يقفون الطابور ويقومون بالهجوم على الشبابيك دون انتظار.
هذه القصة أعطتنى انطباعا أن سلوك بعض المصريين في الخارج يترك انطباعات غير حميدة لدى الآخرين لكى يتعامل معهم الناس بطريقة غير لائقة وللأسف يتم تعميم هذا السلوك على المصريين ككل ويتعاملون بصورة سيئة مع الجميع مع أن من قام بالفعل أفراد معدودة إلا أن التعميم هي صفة إنسانية لا يمكن التغاضي عنها.
إننا أمام مطلب تأهيل سلوكي لمن يسافر إلى الخارج لكى يعرف ما له وما عليه وأن نعرفه كيف تكون القيم الخاصة بتلك الدول والتعامل مع الناس وما هو المطلوب منهم لكى يتوافقوا مع النظام الموجود في هذه الدول.
أن النجاح في امتحان التأهيل هذا أساسي لكى نوفد العمالة إلى هذه الدول حتى لا نظهر أمام العالم بصورة غير لائقة تتسبب في عدم استقدام المصريين بسببهم من جهة والجهة الأخرى أن نقوم بعمل تحقيق في مصر عن أي تجاوز ارتكبه مصرى بالخارج فإن ثبتت براءته فلا يوجد مشكلة وإن ثبت تجاوزه فإنه لابد أن يتم توقيع العقوبة عليه حتى يكون عبرة لغيره.
هذا ما سيعمل على إعادة الصورة المشرفة للعامل المصري في الخارج.