رئيس التحرير
عصام كامل

"إيكونوميست": الاقتصاد المصرى يتعرض لانهيار منذ تولى مرسى الرئاسة

الرئيس محمد مرسى
الرئيس محمد مرسى

ذكرت مجلة ذى إيكونوميست البريطانية، أن الاقتصاد المصرى يتعرض لمرحلة من الانهيار وهناك حاجة ماسة إلى حكومة ذات قاعدة أوسع لاتخاذ قرارات صعبة.


أشارت المجلة اليوم الخميس إلى أنه فى السنة الأولى بعد سقوط حسنى مبارك فى فبراير 2011، كان هناك أمل فى إنقاذ الاقتصاد المتدهور ولكن فى ظل الفوضى الذى تشهدها البلاد تلاشى هذا الأمل.

أضافت المجلة أنه بعد 30 عاما من الديكتاتورية جلبت الانتخابات إلى السلطة جماعة الإخوان المسلمين، التى عانت عقودا طويلة من الاضطهاد، ووعدت بأن تكون سلطة متسامحة وديمقراطية ولكن منذ تعيين الرئيس محمد مرسى رئيسا للبلاد فى نهاية يونيو من العام الماضى، أصبحت السياسة أكثر شرا باطراد.

وذكرت المجلة: "الحياة السياسة المصرية فى حالة استقطاب مستمر ويتحول الأمر فى كثير من الأحيان إلى معارك عنيفة فى ظل تدهور الأمن وحالة عدم الاستقرار التى تعانى منها البلاد والتى تسببت فى انزلاق اقتصاد مصر نحو كارثة، إذا لم يتخذ مرسى إجراءات جذرية لازمة لذلك ستكون مصر فى حالة اضطراب دائم".

وأوضحت "أيكونوميست"، أن المؤشر الاقتصادى المصرى يشير دائما إلى متاعب حيث انخفضت العملة بنسبة 10% منذ يناير الماضى وزادت البطالة بنسبة 20%، وتراجعت البورصة وتبخرت السياحة التى كانت مسئولة عن 12٪ من الناتج المحلى فى مصر، وجفت موارد الاستثمارات الأجنبية ما أدى إلى تقلص الاحتياطيات الأجنبية.

وركزت المجلة البريطانية على هروب العديد من رجال الأعمال الأكثر ديناميكية من مصر، خوفا من استدعائهم بتهمة التواطؤ مع الرئيس السابق مبارك، فضلًا عن أن الحكومة هددت بعمليات الخصخصة وكان لها أثرها السلبى فى هروب الكثير من رجال الأعمال.

وتطرقت "ذى إيكونوميست"، إلى أن صندوق النقد الدولى وعد بتقديم قرض قيمته 4.8 مليارات دولار لمصر ولكن شريطة أن تتخذ الحكومة إجراءات الإصلاح الصعبة والضرورية فى الوقت نفسه، لمعالجة نظام الميزانية من الإنفاق الحكومى التى تقدمه لدعم المواد الغذائية والوقود، التى تلتهم نحو 20 مليار دولار فى العام، فالديزل وحده يحصل على دعم بـ7.5 مليارات دولار ويباع للمستهلكين بما يعادل 16 سنتا للتر الواحد، فى حين أن معظم الأوربيين يدفعون 2 دولار أو أكثر.

وأكدت المجلة أن شعبية الرئيس مرسى فى تراجع مستمر وقد تغرق بدرجة كبيرة إذا لم تفعل شيئا لوقف الانجراف وأن تحد من استهداف الدعم الذى يعتمد عليه فقراء مصر.

ورأت الصحيفة أن مصر بحاجة إلى حكومة قادرة على اتخاذ بعض القرارات الصعبة بسرعة، ولهذه الغاية يجب على مرسى اختيار فريق جديد للوزراء يضم مختلف التيارات الفكرية من العلمانيين والليبراليين ولا يقتصر فقط على الإسلاميين.
الجريدة الرسمية