عصابة الرئيس
نعم هو ليس رئيس دولة، ولكنه رئيس عصابة. فالدولة معناها مؤسسات تؤدى وظائفها، واحترامها واجب على الجميع وأولهم رئيس الجمهورية. فهو مجرد موظف كبير تم انتخابه لفترة محددة لكى يؤدى مهمة محددة. ومن ثم لا يجب عليه أن يسمح لنفسه وهو الذى يعمل عندنا، ويحصل على راتبه من أموالنا، أن يرفع إصبعه فى وجوهنا أو أن "يلقح" ضد معارضيه ولا أن يتصور أنه يمنح ويمنع ولا أنه يستطيع سجن فلان أو علان ولكنه سيتكرم علينا، كما قال فى خطابه الأخير، ولن يغلق صحيفة الفجر مثلًا.
لكن مرسى لن يفهم طبيعة كونه موظف عندنا، ليس فقط لأنه فاشل وليس لديه أية مهارات إدارية أو سياسية، ولكن لأنه جاء من تنظيم سرى دولى. وهذه التنظيمات، كما كتبت من قبل، العلاقات فيها مبنية على السمع والطاعة. تنفذ دون نقاش أوامر من هو أعلى منك. ومن هو أقل منك فى التراتبية لابد أن ينفذ ما تريده حتى لو كان غير عقلانى.
ليس هذا فقط ولكن مرسى وتنظيمه السرى أضاف ابداعًا جديدًا وهو منطق العصابة. والتعبير هنا ليس مقصودًا به الإساءة ولكن توصيف طريقة أداء، دمرت وسوف تدمر البلد.
فما هو منطق العصابة؟
هى أنها لا تحترم أى مؤسسات فى الدولة ومنها مثلًا القضاء. وتنظر إليه باعتباره أحد أدواتها فى التنكيل بالخصوم، وليس مؤسسة مهمتها حراسة العدل وتطبيق القانون على الجميع. لذلك يغضب ويثور مرسى وقادة تنظيمه السرى، إذا حدث وأصدر القضاء حكمًا لا يعجبهم.
هذا ما فعلوه مع الحكم الذى صدر أمس بعودة المستشار عبدالمجيد محمود إلى موقعه نائبًا عامًا. فقد تناثرت تصريحاتهم الغاضبة. وسيخوضون معركة "تلسين" وتشكيك. وسوف يجتمع الرئيس مع أعضاء العصابة فى الرئاسة أو فى مكتب الإرشاد، ليس لكى ينفذوا الحكم القضائى الملزم، ولكن لكى يبحثوا كيف يلتفون عليه. فهم لا يتصورون أن مصر بلد فيها قوانين وفيها تيارات سياسية وفيها منظمات مجتمع مدنى وفيها وفيها. وإذا حدث وتصوروا ذلك فيعتبرونه مؤقتًا لأن لديهم الخطط التى تمكنهم منذ تولى مرسى الرئاسة، لكى يدمروا كل ذلك، ثم يعيدون بناءه على "مزاجهم".