أمريكا تواصل المحادثات مع روسيا حول سوريا
قال مسئولون أمريكيون، إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، ما زال يسعى لاتفاق مع روسيا بشأن التعاون العسكري في الحرب على تنظيم داعش بسوريا، رغم حدوث انتكاسات كبيرة في الآونة الأخيرة، ورغم تشكك مسؤولين آخرين في الإدارة الأمريكية وحلفاء لواشنطن.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي: "نرى أن هذا النهج ما زال يستحق السعي، لكن يبقى أن نرى إن كنا سنستطيع خوضه".
ويسعى كيري وراء اقتراح يضع تصورًا لإحياء اتفاق وقف الاقتتال، ويؤسس مركزًا يتبادل البلدان من خلاله معلومات المخابرات اللازمة لشن الضربات الجوية الموجهة، ومنع سلاح الجو السوري من مهاجمة مقاتلي المعارضة الذين تدعمهم الولايات المتحدة.
وتواصل الطائرات الحربية السورية والروسية قصف مقاتلي المعارضة الذين يهاجمون المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة في مدينة حلب شمال سوريا، في مسعى منهم لإعادة فتح خطوط إمداد للمناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة.
وازدادت صعوبة مهمة تحديد أهداف المعارضة المقبولة منذ إعلان جبهة النصرة قطع صلاتها بتنظيم القاعدة، ويدفع هذا بعض مقاتلي المعارضة للانضمام إلى الجماعة التي اتخذت اسمًا جديدًا، كما زاد من صعوبة استهداف المتشددين دون إصابة وحدات أخرى.
وقال كيربي الذي أشار إلى أن كيري تحدث إلى نظيره الروسي سيرغي لافروف هاتفيًا: "نحن قلقون للغاية بشأن الوضع في حلب، وأوضحنا هذا القلق للمسئولين الروس".
وقال كيري في تصريحات في لاوس الأسبوع الماضي، إنه يأمل في التوصل لاتفاق في أوائل أغسطس لكن مسئولين أمريكيين قالا إن "تقدمًا محدودًا" تحقق في هذا الشأن.
وقال مسئول أمريكي آخر طالبًا عدم ذكر اسمه: "ستتواصل المناقشات على الأرجح، لكن ليس هناك أوهام بشأن قدر ما يمكن تحقيقه".
ورغم أن كيري يشارك مسؤولين آخرين التشكك في الروس، وفقًا لما قاله عدد من المسؤولين الأمريكيين الذين طلبوا عدم ذكر أسمائهم، فإنه يؤمن بضرورة إبقاء القنوات الدبلوماسية مفتوحة، في حال تسنى إقناع الروس بالمساعدة على وقف العنف في سوريا الذي دخل عامه الخامس.
ويدعم الرئيس الأمريكي باراك أوباما مسعى كيري، لكنه عبر أيضًا عن مخاوفه إزاء التزام روسيا بوقف العنف، قائلًا إنه يفهم تمامًا دوافع روسيا وإنها ستخضع للاختبار.
وقال أوباما للصحفيين بعد اجتماعه مع فريق الأمن القومي في وزارة الدفاع "لست متأكدًا إن كان بإمكاننا الوثوق في الروس وفلاديمير بوتين"، وأضاف: "يجب أن نختبر ما إذا كان بمقدورنا التوصل إلى وقف فعلي للاقتتال، يشمل وقف القصف الجوي وقتل المدنيين والدمار الذي رأيناه على يد نظام الأسد".
وأفاد مسئول أمريكي كبير طالبًا عدم ذكر اسمه، أن أسئلة طرحت خلال الاجتماع في البنتاغون عن تصديق كلام روسيا.
وأضاف: "كان هناك اعتراف بأننا لم ولن نصدق كلام الروس، وإذا مضى هذا الأمر قدمًا فيجب أن نتأكد من أنه يصب في صالح وقف الاقتتال".
وقال: "لا توجد أبواب مغلقة لكن لم يتخذ قرار بشأن شيء".
وذكر كيربي أن الاختبار الذي ستخضع له روسيا، هو ما إذا كانت مستعدة لاستخدام نفوذها على الرئيس السوري بشار الأسد في سبيل وقف العنف ودعم الانتقال السياسي في سوريا.