رئيس التحرير
عصام كامل

رحم الله دكتور زويل


فقدت الإنسانية رجلًا نادرًا، خلقًا، وعلمًا، مثالًا راقيًا، ومثل، وقدوة يحتذى بها في عالم افتقد الشباب فيه إلى القدوة، فقد رفع رأس مصر عاليا مع حصوله على جائزة نوبل التي يستحقها بجدارة، إلا أن حصوله على لقب إنسان هو جدير أيضا به قبل أن يكون جديرا بأي جائزة مهما كانت.


نعيش حياتنا تجرى بنا لا نستطيع أن نوقفها أو نتحكم في أعمارنا وما بين اليوم وغدا نجد أنفسنا في دوامات الحياة لا نستطيع أن نعرف إن كان قد كتب الله لنا صباحا جديدا نستيقظ فيه أم كان هذا اليوم هو آخر عهدنا في الدنيا.

والعاقل هو من يعمل صالحا في دنياه لآخرته يحصد في كل عمل صالح ثوابا يقف فيه أمام الخالق إن كان يستحق رحمته مثل ما عمل دكتور زويل فقيد الإنسانية من نشر ثقافة الأدب قبل العلم وترك للبشرية أثرًا ساهم في التقدم سيظل الناس يتذكرونه بالخير بل يقتدون به أيضا.

ومن الناس من يرون أن الدنيا هي أكبر همهم ومبلغ علمهم وأن المهم هو حصاد الدنيا مع أن حصادهم لن يدوم لهم فإن انتهت الحياة ترك الإنسان ما حصده ميراثا للآخرين ومع مرور الزمان ينسونه حتى في الدعاء له أو حتى قد لا يجدون وقتا حتى ليذكروه.

الحياة زائلة وعلينا أن نتذكر ذلك عند كل إشراقة شمس ونحن نستبشر باليوم خيرا نقوم به بإخلاص وصدق ونعتبر أن هذا اليوم الأخير في حياتنا وأن نظرنا إلى العمل علينا أن ننظر إلى نفس اليوم على أننا سنعيش إلى الأبد.

نعمل دوما لإعمار الأرض ولهذا السبب خلقنا الله.. نعمل لزرع قيما صالحه تبنى ولا تهدم تصلح ولا تفسد نقصد بها وجه الله حتى نضع ما نعمل في ميزان حسناتنا.

كل يوم يمر بنا نقترب من يوم الحساب وننتظر شهادة أيدينا وأرجلنا وألسنتنا بما عملنا فإن كان خيرا كان الميزان لنا وأن كان شرا لا قدر الله كان الميزان علينا.

من منا لا يذنب ومن منا تاب إلى الله يرجو عفوه ومغفرته وبعدما عاهد الله على عدم عودته إلى المعاصي غلبته نفسه ولعل رحمة الله لعباده لها الأثر الكبير لاستمرار الحياة حتى يرجع له الإنسان حتى مع الخطأ حين يستغفره فيغفر له ولكى لا يتمادى في الخطأ مثل الشيطان حين خرج بمعصيته من رحمة الله إلى يوم القيامة.

والبشرى الأبدية أن باب التوبة مفتوح إلى أن تطلع الشمس من المغرب.
الجريدة الرسمية