رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور..عامل الفسيفساء السيناوي يبحث عن وسيلة لإنقاذ عائلته

عامل الفسيفساء السيناوي
عامل الفسيفساء السيناوي يبحث عن وسيلة لإنقاذ عائلته

ما أصعبها لحظةً عندما تجد أبًا لا يجد مأوى يستره هو وأسرته من البرد القارس، ويبحث عن العون من المسئولين، عن التعامل معه بروح القانون، أبًا يفكر في مصير أسرته من بعده، حكاية بألوان مختلفة، وطعم مُر، جسدها عصام الدين محمد محمود(48 سنة) الذي يقيم هو وأسرته في حجرة في مدينة طور سيناء وبالتحديد في منطقة أم صيعط.


قال عصام: أعمل بأعمال الفسيفساء والزجاج المعشق وانتقلت أنا وأسرتي إلى جنوب سيناء في عام 1996؛ سعيًا لطلب الرزق ولتعمير هذه الأرض البكر الزاخرة بالتراث السيناوي الأصيل، فضلًا عن قلة العاملين في مجال صنعتي.

وفي عام 2005 قمت أنا وشريكي محمد سليمان مطير وهو من أبناء المحافظة باستصلاح قطعة أرض، مساحتها فدانان توارثها محمد من أجداد أجداده في منطقة أم صيعط، ولديه الأوراق التي تثبت ذلك، بعدما عانينا فيها كثيرًا، وكلفتنا الكثير من المال والجهد؛ حتى أكرمنا الله بزراعة جزء منها وبناء حجرة لي ولأسرتي وورشة بسيطة أمارس فيها عملي ومعي مجموعة من الشباب الذين يسعون وراء لقمة العيش.

ومنذ عام 2005 وأنا مقيم بهذه المنطقة، وهناك شهود بذلك وتقرير من الخبير، والأمور ولله الحمد تسير على ما يرام، وفي أغسطس الماضي فوجئت بأن أصدرت النيابة حكمًا بحبسي شهرًا بناء على تقرير الوحدة المحلية لمينة طور سيناء بالمخالفة والتعدي على أملاك الدولة دون عرضي على النيابة وأخذ أقوالي، وبالفعل قضيت شهرًا في قسم شرطة طور سيناء وتم إخلاء سبيلي بكفالة قدرها 1200 جنيه على ذمة القضية تم تجميعها من أهل الخير وفي انتظار جلسة نطق بالحكم بالسجن لمدة عام.

وأثناء سجني قامت الوحدة المحلية بإزالة الورشة وتدمير كل ما فيها والجزء الصغير الذي تمت زراعته، على وعد منها بعمل مصالحة بعد إزالة المخالفة، ولكنها تراجعت عن وعدها، وأصرت على إزالة الحجرة المتبقية التي تأوي زوجتي وطفلي، وبعد خروجي من الحبس طرقت كل الأبواب لمساعدتي في حل المشكلة، واستخراج مصالحة من الوحدة المحلية لتقديمها للمحكمة في جلسة النطق بالحكم، ولكن أصرت الوحدة المحلية على تعنتها لي وعدم إعطائي مصالحة إلا بعد إزالة كل ما على الأرض بما فيها الحجرة التي تأويني أنا وأسرتي، علما بأنه تم إعطاء 15 مصالحة لأفراد قاموا ببناء بيوت وليس حجرة بخلاف أن هناك العديد من المباني المخالفة بمنطقة أم صيعط، ولم يتم اتخاذ أي إجراءات قانونية ضددهم حتى الآن، 
وناشد عصام، المحافظ والمسئولين، بسرعة التدخل لحل مشكلته وإنقاذ أسرته من الضياع.

على الجانب الآخر قال محمد سليمان مطير شريك عصام في الأرض أننا نسعى للتوافق مع إخواننا من أهل الحضر، بعمل شراكة تجمع بيننا وبينهم، ويرى مطير أن هذه الشراكة هي السبيل الوحيد للتواصل وإذابة الفوارق والضغائن بين الطرفين، مؤكدًا أن كل من يعيش في جنوب سيناء أهل واحد لا فرق بين بدوي وحضري.
وأضاف مطير، أنه هو وشريكه يسعيان لتعمير الأرض لا لخرابها، ويناشد المسئولين المساعدة في تحقيق ذلك الهدف النبيل، وسرعة تقنين الأوضاع وتمليك الأراضي.
الجريدة الرسمية