رئيس التحرير
عصام كامل

حكومة فقدت أي إبداع أو خيال !!


المجتمع المدني بكل أطيافه مدعو لزيادة التوعية ضد مخاطر الاحتكار، ومجابهة الاستغلال بحملات منظمة ضد الاستغلال والغلاء الفاحش، خصوصًا في السلع المستوردة الجامحة بلا ضوابط.


والسؤال أيضًا لوزارتي الصناعة والتجارة والتموين ألا يعلم وزيراهما مسبقًا أن ثمة أزمة متوقعة في اللحوم وغيرها.. فلماذا تلكأ في مواجهتها حتى تتفاقم.. ماذا فعل الأول لتشغيل المصانع المغلقة وخصوصًا العائدة من "سراديب الخصخصة" التي تزداد خسائرها بصورة رهيبة إذا تركت دون تشغيل، ما زاد من تراجع التصدير وانفلات الأسعار.. وأين الأخير مما يحدث من خلل وفساد عظيم في منظومة توريد القمح وغيرها.. وأين وزير الزراعة من نقص المحاصيل الزراعية الرئيسية في بعض الأوقات..

وأين وزير الصحة من فساد منظومة العلاج رغم اعترافه به.. ثم أين وزير التربية والتعليم من تدهور المنظومة التعليمية وغياب أي دور فعال للمدرسة.. وهل سمع ما قاله أوائل الثانوية العامة من حصولهم جميعًا على "دروس خصوصية" وعدم ذهابهم إلى مدارسهم.. أليس ذلك اعترافًا واضحًا بفشل المؤسسة التعليمية برمتها؟!

ويبقى أخيرًا أن نؤكد أهمية تضامن الجميع ـ حكومة وشعبًا ـ في علاج ما نراه من تدهور.. على الجميع أن يتحمل نصيبه العادل في العمل والإنتاج وتحقيق الاستقرار ودحر أي مظاهر للفوضى، والدفاع عن الدولة والانضباط ووحدة الصف ضد رياح الفتنة والتقسيم.

آن الأوان لتحصين الوطن ضد انحراف بعض أبنائه الذين باعوا أنفسهم للشيطان لإحداث وقيعة هنا أو هناك.. وعلى الحكومة تطبيق القانون بحسم على الجميع إذا أردنا سد أبواب الفتن التي لم تعد الجلسات العرفية وحدها كافية لإصلاح تداعياتها المرة.. وعلى البرلمان سرعة إصدار تشريعات تحقق الاستقرار وتحميه، وتكرس لدولة العدالة والقانون والإنتاج والمساواة.. وعلى الحكومة أن تدرك أن الإنجاز وحده كفيل بإسكات أصوات الفتنة والتشكيك والمزايدة.. وعليها أولًا أن توقف زحف الغلاء وتوحش الدولار قبل أن يلتهم الأخضر واليابس.

كنا نأمل أن تكون حكومة شريف إسماعيل قيمة مضافة ليس في فرض ضرائب وأعباء جديدة على المواطنين، ولكن في الخيال والإبداع وحل مشكلات مصر ومواجهة أزماتها بحلول مبتكرة من خارج الصندوق.
الجريدة الرسمية