حسين كامل بهاء الدين.. الوزير الأطول عمرا في «التعليم» «بروفايل»
رحل وزير التربية والتعليم الدكتور الأسبق الدكتور حسين كامل بهاء الدين عن عالمنا اليوم الجمعة عن عمر يناهز الثمانين عاما، قضى منها ١٣ عاما وزيرا للتربية والتعليم.
وحصل "بهاء الدين" على بكالوريوس الطب عام ١٩٥٤ ودكتوراه طب الأطفال عام ١٩٥٩ في جامعة القاهرة، وتم تعيينه أمينا لمنظمة الشباب المصرية بدرجة وزير عام ١٩٦٥، وحصل على درجة الأستاذية في طب الأطفال في جامعة القاهرة عام ١٩٧٣، وظل رئيسا لقسم طب الأطفال ومديرا لمستشفى الأطفال الجامعي بالقاهرة في الفترة من ١٩٨٣ وحتى عام ١٩٩١، وعين رئيسا للجمعية المصرية لطب الأطفال منذ عام ١٩٨٩، ثم عضوا بالمجمع العلمي المصري.
وتم تعيين "بهاء الدين" وزيرا للتربية والتعليم في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك عام ١٩٩١ وغادر الوزارة عام ٢٠٠٤، أي بعد ١٣ عاما قضاها على كرسي " طه حسين وزير المعارف الأسبق".
وانتخب عام ٢٠٠٨ رئيسا فخريا للجمعية الدولية لطب الأطفال في المناطق الحارة مدى الحياة، وحصل على عضوية المعهد العالي للطفل بأنقرة في تركيا عام ٢٠٠٩، وفي نفس العام أيضا أصبح الرئيس الشرفي لاتحاد جمعيات طب الأطفال لدول البحر الأبيض المتوسط، والشرق الأوسط.
ويرى البعض أن وزراء التربية والتعليم الذين جاءوا من بعد "بهاء الدين" ما زالوا يعيشون على المشروعات التي نفذها أستاذ طب الأطفال، فقد أنشأ مدينتين كبيرتين تابعتين للتربية والتعليم هما المدينة التعليمية والقرية الكونية بالسادس من أكتوبر، والأولى تضم عددا ضخما من المباني الفاخرة وقاعات الاجتماعات والمسارح المجهزة على أعلى مستوى، بالإضافة إلى فندق مجهز، وملعب لكرة القدم، ومبنى الأكاديمية العملاقة للمعلمين، ومخازن قطاع الكتب، وبالنسبة للقرية الكونية فهي عبارة عن مجسم يحاكي الطبيعة الجغرافية المصرية بدءا من منبع النيل وحتى المصب، وبها مجسمات تحاكي الأهرامات ونهر النيل وغيرها من المعالم المصرية.
وكان أول من اهتم بالكمبيوتر التعليمي، وبدأ حملة ضخمة لتجهيز المدارس بمعامل الكمبيوتر والوسائط التعليمية، كما كان مهتما بالتعليم التكنولوجي وضرروة دخول مصر عصر التكنولوجيا من بوابة التعليم.
ويشهد له من عاصره من قيادات التربية والتعليم الحاليين أنه كان شخصا قويا، لا تجرأ قيادة على مواجهته إن كانت تلك القيادة مخطئة، وكانت الأمور في عهده تدار بشكل مركزي، فكانت الوزارة مسئولة عن كل شيء في المدارس حتى رحل عن الوزارة، وتم تطبيق اللامركزية فأصبحت تبعية المدارس في الشق الإداري وعمل المعلمين بها من مسئوليات المحافظين من خلال مديريات التربية والتعليم بمحافظاتهم.
ووصفه بعض من عاصروه بـ"الوزير الديكتاتور"، في حين رآه آخرون أنه أفضل من تولى منصب وزير التعليم من النواحي الإدارية، بينما يحمله عدد كبير من الخبراء التربويين مسئولية تدنى المستوى التعليمي والتدهور الذي لحق بالعملية التعليمية فيما بعد، بسبب العديد من القرارات والسياسات غير المدروسة التي اتخذها، ومنها نظام تحسين المجموع في الثانوية العامة الذي تم تطبيقه لمدة عامين دراسيين، وألغي بعدها بسبب الهجوم الذي تعرضت له الدولة ممثلة في وزارة التربية والتعليم.
وجعل نظام التحسين طلابا يحصلون على أكثر من ١٠٠٪ في الثانوية العامة، وهو ما جعل العديد من دول العالم تسخر من نظام التعليم المصري، خاصة أنه طبق أيضا في نفس الفترة نظام تحسين التحسين.
ويوصف الوزير الراحل بأنه كان مقربا من أسرة الرئيس الأسبق حسني مبارك، وتحديدًا بنجل الرئيس جمال مبارك، ولهذا السبب استمر بهاء الدين في منصبه لمدة 13 عامًا كاملة شهدت فيها الوزارة سياسات غير مسبوقة في العالم كله، منها تغيير شهادة الثانوية العامة لعامين بدلًا من عام وانتشار ظاهرة الدروس الخصوصية بشكل مبالغ فيه، ولأول مرة في التاريخ نسمع عن الطلاب الذين يحصلون على 105٪ في امتحان الشهادة الثانوية.
وزاد في عهد "بهاء الدين" التسابق نحو المجاميع، وتم تخريج دفعات ضعيفة علميًا وخلقيًا بعد أن انتشرت ظاهرة الغش الجماعي في عهده.
ويرى منتقدوه ويشاركهم في ذلك عدد كبير من الخبراء التربويين أن فترة تولي الدكتور حسين كامل بهاء الدين، كانت الأطول والأشهر في مجال تخبط السياسات التعليمية، وظهرت في عهده لأول مرة فكرة تدريس الثقافة الجنسية كمادة في المدارس وفكرة إلغاء مادة الدين وإحلال مادة الأخلاق محلها.