رئيس التحرير
عصام كامل

العالم في جفاف.. أين المياه؟


تواجه أنظمة المياه في العالم تهديدات مؤكدة.. فطبقًا لمنظمات الأمم المتحدة يوجد مليار إنسان يعيشون في مناطق تندر فيها المياه العذبةًً، والمعروف علميًا وهندسيًا واجتماعيًا أن الحياة لا تستقيم دون المياه العذبة لأنها لازمة للزراعة والصناعة والطاقة والإنشاء والتنمية يعنى كل شىء حتى الطعام والزواج والعبادة.. ومن المتوقع أن يصل تعداد العالم في عام ٢٠٥٠ إلى تسعة مليارات ويزداد الطلب على الغذاء بنسبة ٧٠٪ ويصل طبعًا تعداد المحروسة إلى ١٥٠، وبالتالي يلزمنا حصة من المياه عند السد العالى نحو ١٥٠ مليار متر مكعب.


وعلى هذا فإن كمية المياه العذبة الموجودة في الأرض نحو عشرة ملايين كيلومتر مكعب والمخزون منها نحو ثمانية ملايين تحتفظ به أرض الله وأن استهلاك الإنسان من هذه المياه نحو ٦٠٠ كيلومتر مكعب لستة بلايين نسمة، والمشكلة هي إدارة هذه المياه وتوزيعها بما يحقق العدالة والتعاون «وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا»، ويقول الخبراء إنه يجب إعادة استعمال المياه الزراعية والصناعية والتي تستهلك ٧٠٪ من المياه العذبة.

يقول علماء الجيولوجيا إن ٧٠٪ من سطح المعمورة مغطى بالمياه، بمعنى أن أكثر من ٩٦٪ من هذه المياه في المحيطات، والباقى في جوف الأرض، وفى ثلج الجبال أو طبقات الثلــج في القطبيــن وجزء ضئيــل في الأنهار والبحيــرات وتقدر كمية المياه العذبة بنحــو ٢،٥٪ فقط لكنها تكفي الحياة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهذا رأيي المتواضع.

ومن مشكلات المياه عالميًا أن نحــو ٣٥٪ من المياه العذبة تُفقد قبل أن تصل إلى من يستعملها وكذلك تفقد سنويًا نحو ٥٠ مليار متر مكعب نتيجة عدم صلاحية مواسير المياه وقدمها، وكذلك تختفى كمية كبيرة من المياه بعد تنقيتها صالحة الشرب.. تقول منظمات الأمم المتحدة إن العالم يزيد بمقدار نحــو ثمانين مليونًا من البشر سنويًا يلزمهم ٤٠٪ زيادة في المياه، وكذلك ٣٠٪ زيادة في إنتاج الطاقة، بالإضافة إلى ٥٠٪ زيادة في الطعام.. يجب أن نفكر في هذا جديًا ونعمل من الآن للأجيال القادمة ولا نترك الأمر حتى تقع المشكلة، ومثلا في بريطانيا يضعون استراتيجية مياه للخمسين سنة القادمة.. فهل نفكر في الأمر؟!

وهذا موضوع يفرض نفسه لحل جزء من مشكلة نقص المياه التى بدأت تقابل بنى آدم.. مثلا يلزم أكثر من ثمانية آلاف لتر من المياه العذبة لإنتاج كيلوجرام واحد من اللحوم، وذلك لاستعمال البدن والتي تعطى هذا الوزن من اللحم للإنسان.
ولا ننسى «وجعلنا من الماء كل شيء حي» ونفهمها جيدًا ونعمل بها.

الجريدة الرسمية