رئيس التحرير
عصام كامل

بيوت زعماء العرب بين الإهمال والعناية والوعود الزائفة.. لبنان يحول بيت فؤاد شهاب لمكتبة ومتحف أثري.. وفيلا محمد نجيب مرتع للحيوانات الضالة.. وافتتاح متحف جمال عبد الناصر قريبا

فيتو


دائما ما مثلت بيوت الزعماء والقادة كيانات ورموزا بالنسبة لشعوبها لما تحمله من تاريخ وعراقة، ففي كثير من الأحوال لعبت هذه البنايات دورا كبيرا في تحرير الشعوب من قبضة الاحتلال أو التخلص من التبعية أو كانت شاهدا على إطلاق مشاريع إصلاحية واجتماعية، لكن مع مرور السنوات سنجد أن تلك البنايات وقع البعض منها تحت وطأة الإهمال وأخرى رأت فيها حكوماتها معبرا عن تاريخ أمة فعملت على تطوريها وبث الروح فيها.


«بيت فؤاد شهاب»
تحت عنوان «وفاء لباني الدولة والمؤسسات وإكراما لذاكرة التاريخ»، حولت الحكومة اللبنانية مؤخرا منزل رئيس جمهوريتها الراحل فؤاد شهاب الذي حكم لبنان بين عامي 1958 و1964 واعتبر نموذجا للإصلاح إلى مكتبة ومتحف أثري.

يرجع الفضل في ذلك لصحيفة النهار اللبنانية التي أطلقت قبل سبع سنوات حملة صحفية للحفاظ على منزل الرئيس الأسبق بعدما كاد أن يتحول إلى مطعم، وتجاوب معها الرئيس السابق ميشال سليمان ووزراء الثقافة المتعاقبون وبلدية جونية حيث يقع المنزل.

وقدرت تكلفة هذا المشروع الذي نفذه المهندس اللبناني أنطوان عطا الله بنحو مليون ونصف مليون دولار أمريكي، يتألف المتحف من غرفة نوم ومكتب ومكتبة وقاعة عرض تضم أغراض الرئيس الراحل التي تصل إلى 500 قطعة وآلاف الصور والمستندات.

«متحف جمال عبد الناصر»
عبد الناصر لم ينل قدر ما ناله نظيره اللبناني من اهتمام القائمين على هذا الشأن، فبين الوعود والعهود والتأجيلات يقبع متحف جمال عبد الناصر، الذي عاصر أكثر من وزير ثقافة، دون اهتمام، ففي عام 2014 أكد جابر عصفور وزير الثقافة آنذاك أن الوزارة تعمل بكل قوتها للانتهاء من ترميم المتحف، لافتتاحه في أقرب وقت ممكن، والذي سيكون مجهزًا بكافة الوسائل البصرية لإضافة عنصري الإبهار والتشويق لرواده، على حد وصفه، حتى رحل عصفور عن سدة حكم الثقافة وبقي المتحف قيد التجهيز للافتتاح.

وبعد مرور أقل من عام تولى عبد الواحد النبوي وزارة الثقافة، وما أن سنحت له الفرصة لإطلاق وعد آخر بشأن افتتاح المتحف قال خلال جولة تفقدية: "إن هذا المتحف سيكون ضمن أهم أماكن الزيارة المدرجة على أجندة الجمهور السياحية"، كما وعد بافتتاحه في احتفالات أكتوبر من العام نفسه، هو الآخر يرحل ويأتي وزير الثقافة الحالي حلمي النمنم والذي أجرى زيارة تفقدية في الفترة الماضية اطمأن كغيره من أقرانه السابقين على سلامة سير العمل والوقوف على آخر مستجدات الترميم، تمهيدا أيضا لافتتاحه قريبا.

وإلى الآن الجميع في انتظار افتتاح "متحف الزعيم جمال عبد الناصر والذي يحتوي على ثلاثة محاور، الأول سيخصص لبيت الرئيس، ويشمل الأثاث والغرف ومكتبه الشخصي، والثاني عرض تاريخي للفترة التاريخية التي مرت بها البلاد خلال حكمه، بجانب أهم الأحداث والقرارات التاريخية، بحسب ما أعلنه القائمون على عمليات الترميم.

«بيت الرئيس الراحل محمد نجيب»
فيلا أول رئيس جمهورية لمصر بعد ثورة 23 يوليو 1952، لم يشفع لها أمام الإهمال كونها أول مركز لقيادة للضباط الأحرار، وكانت شاهدا على اجتماعاتهم قبل تلك الثورة، لتصبح بعد مرور السنين مصدر إزعاج وريبة لقاطني شارع ولي العهد بحي حدائق القبة.

فقد عانت الفيلا ويلات الإهمال الذي رأى البعض أنه عن قصد في كثير من الأحوال، فقد عزل "نجيب" من السلطة وتم نفيه إلى قصر الأميرة نعمة عمة الملك فؤاد الأول بحي المرج عام ١٩٥٤ والذي عاش فيه ما تبقى من حياته إلا أنه عاد هو وعائلته إلى قصره في عامه الأخير بعد أن سمح له الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك بالعودة إليه إثر تدهور حالته الصحية.

لم يقض "نجيب" فيه سوى بضعة أشهر ووافته المنية عام 1984، ليفاجأ أبناؤه بقرار طردهم من منزلهم وتشريدهم مرة أخرى، ليصل به الحال إلى هذا الوضع المزري، فبات مقبرة لبقايا جثث الحيوانات المتحللة ومرتعا للحشرات القارضة والسامة، وسط إهمال تام من الدولة والمجلس الأعلى للآثار كونه أحد الأبنية التي شهدت على كتابة سطور مضيئة في التاريخ المصري الحديث والمعاصر.




الجريدة الرسمية