أسئلة حائرة لـ«وزير المحافظين» !
كنت قد تشرفت بالعمل مع الدكتور أحمد زكي بدر، وزير التنمية المحلية الحالي –من بعيد لبعيد– عندما كان عميدًا لأكاديمية «أخبار اليوم».. وكنت والحمد لله أنا وزميلي ورفيق رحلة الكفاح بالأحرار ممدوح عبد العظيم في مأمن من التعامل المباشر مع زكي بدر؛ لأننا كنا وقتها تحت الرئاسة المباشرة والمشرفة للأستاذ الكبير ومعلم الأجيال الدكتور صلاح قبضايا، رحمة الله عليه.. خلال هذه الفترة تعرفت عن قرب على طريقة وأسلوب بدر في الإدارة، ولا أخفي أنني كنت من المعجبين بشخصيته القوية رغم كل ما يقال فيها من ملاحظات..
وعندما تولى رئاسة جامعة عين شمس دخل في صدامات عنيفة ومشكلات متعددة لأنه لم يدرك أن أكاديمية «أخبار اليوم» تختلف تمامًا عن جامعة عين شمس.. وعندما تولى وزارة التربية والتعليم تعشمت خيرًا في عملية التطوير ولكن عشمي كالعادة يذهب سريعًا كالبخار مع أي وزير للتعليم.. وها هو يقود وزارة التنمية المحلية حيث يعتبر بالمفهوم البلدي هو رئيس جمهورية المحافظين.. أي أنه هو الذي تكون له الكلمة الأولى وقبل الأخيرة في عملية اختيار المحافظين.
ومن منطلق حب الاستطلاع "أموت واعرف" الأسس التي يتم على أساسها اختيار المحافظين؟!
الرد سيكون جاهزًا ومحفوظًا من أي وزير يجلس على هذا الكرسي، حيث سيكون تأكيد الكفاءة والسيرة الذاتية وتقارير الجهات الرقابية وكلامًا من هذا القبيل.. ورغم كل هذا الكلام المعسول المنمق نجد أنه مع أي حركة تغييرات جديدة في المحافظين كلامًا مغايرًا ويدين ما كان قبل الاختيار، حيث نجد كلامًا في سكة تقييم الأداء وعدم الكفاءة وأيضًا تقارير الجهات الرقابية.
والسؤال الأصعب هنا للوزير المبجل.. كيف تكون تقارير الجهات الرقابية هي سبب الاختيار والتغيير في نفس الوقت؟! وهل فعلا يتم التلاعب في هذه التقارير.. بمعنى.. لو محافظ له قريب أو شقيق في مكان حساس بالوزارة ويتم الاعتماد عليه بشكل أساسي من الوزير.. ماذا سيكون موقفه لو التقارير جاءت في غير صالح هذا القريب أو الشقيق ؟! فعلا حاجة محيرة جدًا..
"يعني أنا في مكان مهم وأستلم تقارير سيئة عن أخويا".. طب إزاي ؟!
والسؤال الأكثر صعوبة.. ماذا لو كان اللقب الذي ينادى به المحافظ مشكوكًا فيه.. بمعنى.. لو ينادونه بالدكتور والدكتوراه مشكوك في صحتها.. أو ينادونه بالمهندس هو ليس مهندسًا.. أو لواء وهو مجرد عميد مثلا.. أليس ذلك بمثابة تزوير؟!
وأخيرًا.. ما سر العلاقة بين المحافظين ووزارة التنمية المحلية من ناحية وبين وزارة التربية والتعليم من ناحية أخرى في عملية انتداب الموظفين الكبار والصغار.. لهذه الدرجة يوجد موظفــون على هذه الدرجة من الكفاءة يتم الإصرار على انتدابهم من التربية والتعليم إلى ديوان المحافظات أو الوزارة ؟! أم أن العملية مرتبطة بالعلاقات والمجاملات والثقة بعيدًا عن صندوق الكفاءات؟!!