رئيس التحرير
عصام كامل

هل جربت الحكومة قياس مدى رضا الناس عنها؟!


لا نقول لحكومة شريف إسماعيل: أين مبدأ الإدارة بالمشاركة رغم أهميته لنجاح أي مسئول في الديمقراطيات الحديثة.. ولكن نقول هل جربتم قياس مدى رضا الناس عن أدائكم.. هل تعلمتم شيئًا من دروس الثورة.. وكيف أن الشعوب هي مصدر الشرعية والسند الحقيقي لأي نظام حكم، وأن تأييدها لا يعدله تأييد، وأن في عزوفها خسارة محققة للجميع.. أم أنكم مازلتم تعملون بالفكر القديم الذي تعاقبت به حكومات كثيرة ذهبت ولم يذكر الناس لها شيئًا من الإنجاز، وبقيت مثالبهم ماثلة حتى اليوم في ذاكرة المواطن.


هل تذكرون كيف وعت الذاكرة الشعب مثلًا ما أنجزه وزير الكهرباء الأسبق ماهر أباظة أو سليمان متولي أو حسب الله الكفراوي.. وكيف خلدتهم أعمالهم في وجدان الوطن وذاكرة المواطن ؟!

لقد راهن الشعب بعد الثورة أن تجيء حكومة تكره الفساد، وتصنع من نفسها قدوة حسنة في الإنجاز والتواصل، تخفف أعباء المواطن وتمحو من ذاكرته آلام السنين من فساد وغلاء وتجاهل طموحاته وتوريث المناصب، وانزواء العدالة الاجتماعية، ونهب الثروات بالاحتكار تارة وبسوء الإدارة تارة أخرى.. لكن يبدو أن تلك الطموحات المشروعة لا تزال تجاهد لتجد طريقها إلى حياة الناس.. ونظرة فاحصة لشكاوى المواطن مما تنشره الصحف أو الفضائيات وغيرها تجدها لا تراوح مكانها منذ سنين، فأغلبها يتعلق بالصحة أو البطالة أو حقوق العمل، وكل ذلك مما يندرج تحت باب الحقوق الاقتصادية والاجتماعية.. وأقلها في مجال الحقوق السياسية والمدنية.

كنا نرجو إزاء وضع كهذا أن يبادر رئيس الوزراء الذي فضل لقاء الوزراء في مكاتبهم ومن خلال تقاريرهم المكتبية على النزول للميدان كما فعل سلفه المهندس النشط إبراهيم محلب.. كنا نرجو لو اصطحب مرءوسيه إلى مواقع العمل والإنتاج ومواطن الخلل في كل مكان على أرض المحروسة ليتأكد مما يجرى هناك، ويطلع الرأي العام على الواقع؛ سدًا للذرائع، وغلقًا لمنافذ الإحباط وترويج الأباطيل ومناكدة أهل الشر.
الجريدة الرسمية