رائد زراعة الكلى د. محمد غنيم: استغلال المرضى في الإعلانات «جريمة».. ومستشفيات التبرعات مشكلة
ظهرت في السنوات الأخيرة عدة مستشفيات ومراكز طبية لعلاج المرضى بالمجان، وبالرغم من أنها تجارب إيجابية تساعد المصريين على مواجهة الأمراض التي تفتك بصحتهم خاصة الخطيرة منها، إلا أن هذه المستشفيات واجهت في الآونة الأخيرة هجومًا حادًا ولاذعًا من قبل الكثيرين نظرًا لاستخدامها المرضى في الحملات الإعلانية التي تحث المشاهدين على التبرع ودعم الموارد المادية لها.
عن تقييم تجارب هذه المستشفيات والمراكز الطبية القائمة على التبرعات ومدى صحة ظهور المرضى في الحملات الإعلانية من الناحية المهنية كان لـ "فيتو" هذا الحوار مع الدكتور محمد غنيم، أحد أمهر جراحى العالم في مجال الكلى والمسالك البولية، ورائد من رواد زراعة الكلى في مصر والعالم.
*بداية.. حدثنا عن تجربة مركز غنيم لجراحات الكلى والمسالك البولية؟
هو مركز طبى متكامل ومتخصص في جراحات الكلى والمسالك البولية تحت مظلة الجامعة، وتم تأسيسه بمدينة المنصورة وهى من أبرز مدن الدلتا، وظهرت فكرة إنشائه كمركز مستقل عن المستشفى الجامعى بعد نجاح أول جراحة لنقل الكلى عام 1976.
ما المصادر التي يعتمد عليها المركز للتمويل والاستمرار في عطائه؟
المركز في الأساس مستشفى جامعى حكومي، لذا فإنه يعتمد في تمويله وفى موارده على ميزانية الدولة هذا بالإضافة إلى التبرعات التي يتحصل عليها المركز بصورة تلقائية ومستمرة، ولكن لكى يتمكن المركز من الاستمرار لابد من تغيير قانون الجامعة الفاسد والمفسد.
*لماذا لم تعتمد تجربة مركز غنيم على الحملات الإعلانية للحصول على التبرعات كغيرها من المستشفيات التي تستهدف علاج المرضي بالمجان؟
في الحقيقة من الناحية التاريخية لم يعتمد المركز على الإطلاق على التبرعات من خلال الإعلانات سواء كانت إعلانات تليفزيونية أو صحفية، بل نحرص بصورة أكبر في الحصول على موارد مادية بالاعتماد على سمعة المركز الطيبة فضلًا عن أن هناك الكثيرين من الذين يحرصون على التبرع للمركز بشكل تلقائى دون الحاجة إلى ضجة إعلانية أو إعلامية.
*كيف تقيم تجارب المستشفيات القائمة على الإعلانات بهدف الحصول على التبرعات؟
أرى أن اعتماد هذه المستشفيات على الحملات الإعلانية للحصول على تبرعات نابع في الأساس من مشكلة تواجهها، نحن لا نعانى منها في المركز وهى أن هذه المستشفيات وغيرها من المراكز الطبية ليس لها نصيب من ميزانية الدولة، لذا فإنها لن تتمكن من الاستمرار في عملها وفى تقديم العلاج اللازم للمرضى إلا بحصولها على التبرعات.
*هناك اتهامات عدة توجه إلى هذه المستشفيات مفادها بأنها تبتز مشاعر المشاهدين بظهور المرضى في الإعلانات.. ما تعليقك على هذا الأمر؟
فيما يخص هذا الأمر أرى أنه لا يصح بأى حال من الأحوال أن يكون لأى من المرضى دور في الحملات الإعلانية التي تنظمها هذه المستشفيات والمراكز الطبية، وأرى أن هذا خطأ مهنى وأمر خاطئ من وجهة نظرى المهنية، أي أن استغلال المرضى في الإعلانات هو أمر غير صحيح وغير مقبول.
*وما تقييمك لوضع الصحة في مصر؟
من وجهة نظرى أرى أن وضع الصحة في مصر ردىء ومترهل ويحتاج إلى خطوات مهمة وجدية وحقيقية على مستوى كل من الطب العلاجى أو الطب الوقائى.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لــ "فيتو"