رئيس التحرير
عصام كامل

مأساة «رحمة» طفلة قادها انفصال والديها للاكتئاب والانتحار شنقا

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

عاشت "رحمة" ابنة التسعة أعوام عمرها القصير بين صرخات الأم وشجار الأب، اختفت البسمة من على وجهها وابتعدت عن ألعابها وعرائسها التي يقبل عليها الأطفال في مثل سنها فلم تعد الطفلة البريئة تحتمل حالة الاكتئاب الشديد التي دفعتها في ذلك العمر الصغير إلى التفكير في الانتحار وكان "الإيشارب" هو الوسيلة لتحقيق مبتغاها فعلقت نفسها به في نافذة غرفتها.


تفاصيل هذا الحادث المأسوي كشف عنه بلاغ لقسم شرطة بولاق الدكرور عن العثور على طفلة مشنوقة بغرفتها.. العميد طارق حمزة مفتش مباحث قطاع غرب الجيزة انتقل إلى شارع الشوربجي المتفرع من شارع العشرين ليصعد إلى شقتها بالطابق الرابع ليلتقي أسرتها المكونة من أب وأم و3 بنات يبكون ابنتهم الرابعة المعلقة بنافذة غرفتها.

داخل الغرفة كانت المفاجأة أن المنتحرة طفلة لم يبلغ عمرها 9 أعوام معلقة من رقبتها بإيشارب في النافذة، تم تحرير محضر بالواقعة وأحاله اللواء خالد شلبي مدير الإدارة العامة للمباحث للنيابة العامة التي تولت التحقيق.

تحقيقات النيابة التي باشرها محمد حسن وكيل نيابة بولاق الدكرور برئاسة المستشار علي محجوب رئيس النيابة كشفت عن أن خلافات الأب والأم المستمرة أصابت الطفلة بحالة نفسية سيئة سرعان ما تحولت إلى اكتئاب بانفصالهما فهما لديهما 4 بنات الطفلة المنتحرة ترتيبها الثالث بينهن إلا أنها كانت أكثرهن تأثرا بحالة المنزل غير المستقرة خاصة بعدما انفصل والدها "ن. ع" 50 سنة عامل عن والدتها "ن. ا" 40 سنة فكانت تستغل غياب والدتها التى تعمل بمحل ملابس وتحاول الانتحار.

واقعة الانتحار كانت المحاولة الثالثة للطفلة حيث احتجزت نفسها في دولاب غرفتها اعتقادا منها أن ذلك سيقتلها حتى أخرجتها شقيقاتها ولجأت المرة الثانية إلى تناول أقراص الدواء ونجحت أسرتها في إنقاذها أيضا.. المرة الثالثة انتظرت رحمة خروج والدتها لعملها بمحل الملابس واستأذنت من شقيقتها الكبرى الدخول إلى غرفتها قليلا ونفذت ما أرادته طوال عام كامل تحاول به الانتحار فوجدت في نافذة الغرفة ملاذها ووسيلة تحقيق رغبتها هذه المرة وصعدت لتعلق رقبتها بإيشارب ربطته بالنافذة حتى كان لها ما أرادت ولفظت أنفاسها الأخيرة.

ومع طول مدة غياب رحمة داخل الغرفة دب الشك في قلب شقيقتها فذهبت للاطمئنان عليها فاكتشفت الحادث.
الجريدة الرسمية