رئيس التحرير
عصام كامل

منافقون متطرفون.. ومعارضون متطرفون!


ما نحن فيه اليوم من مشكلات وأزمات وتحديات لا يكفيه جهود الحكومة وحدها أيًا ما تكن قوتها أو قدرتها على العلاج.. الأمر أكبر بكثير من أي حكومة.. ما نحن فيه يحتاج لجهود الجميع.. هذا هو وقت الأحزاب والمجتمع المدني الرشيد والمفكرين والعلماء والنخبة لإعادة التوازن للشارع وتوضيح حقائق غابت، وإزاحة الستار عن مناطق الغموض والضبابية، ودحض الشائعات والبلبلة، ودفع مفاسد غسيل العقول الذي يمارسه بعض بني جلدتنا بلا رادع من ضمير أو دين أو قانون؛ انقيادًا وراء أجندات هنا أو هناك. 


والسؤال الأهم: هل الأحزاب مهيأة لممارسة دورها الواجب في تلك المرحلة أم أنها في حاجة لتجديد شبابها بعد أن صارت قياداتها وجوها محروقة فاقدة للتأثير والجاذبية، وأكلتها الصراعات والخلافات وانفض من حولها الناس فتحولت إلى أحزاب كرتونية مجرد جريدة ومقر في أحسن الأحوال.. أما النخبة وبعض رجالات الإعلام والصحافة فلم ينجحوا في الإفلات من مصير قادة الأحزاب. 

فصار تأثيرهم شاحبًا بعدما انسحبت عنهم الأضواء.. وأضحى بينهم منافقون متطرفون في النفاق أو معارضون متطرفون في المعارضة، ولم تكن مصلحة الوطن هي الحاكمة لهؤلاء ولا أولئك.. وكلا الفريقين عبءٌ على المجتمع، إن لم يكن خطرًا عليه.
الجريدة الرسمية