رئيس التحرير
عصام كامل

«تل أبيب وأنقرة نفاق من أجل المصلحة».. صحفي إسرائيلي يكشف موقف الدولة العبرية الحقيقي من الانقلاب.. أبناء صهيون موجعون من الـ21 مليون دولار تعويضات ضمن اتفاق التطبيع.. تؤيد أطروحة «مسرح

فيتو

تتوالى التحليلات الإسرائيلية لمحاولة الانقلاب التركي، ويومًا بعد يوم تتكشف النوايا الإسرائيلية تجاه تركيا ورئيسها ما يظهر بما لا يدع مجالًا للشك أن تل أبيب ليس لها عزيز ولا غال، حتى وإن كانت تركيا التي وقعت معها قبل أسابيع اتفاق لتطبيع العلاقات لتعود المياه لمجاريها عقب أزمة السفينة التركية "مرمرة".


التزام الصمت
فقد حاولت إسرائيل التزام الصمت تجاه ما يجري في تركيا لحين تم الكشف عن فشل محاولة الانقلاب وحينها خرجت البيانات الرسمية التي تدين ما جري في تركيا، لكن التحليلات التي يكتبها محللون تشير إلى الخبث واللؤم الإسرائيلي، وهو ما تجلى في ما كتبه الصحفي الإسرائيلي "أبراهام جرينتسيج" المحرر في موقع "بحيدر هاحداريم" عبر صفحته على موقع "تيوتر" وقوله إن الإسرائيليين محبطون من فشل الانقلاب في تركيا.

وأضاف جرينتسيج، أن الإسرائيليين محبطون لفشل الثورة ضد أردوغان، وكأن الثوار في تركيا كانوا سيعيدون إلينا الـ21 مليون دولار.

21 مليون دولار تعويضات
تصريحات الصحفي الإسرائيلي تشير إلى أن الإسرائيليين موجوعون من مبلغ التعويضات الذي تم الاتفاق عليه بين أنقرة وتل أبيب من أجل توقيع اتفاق التطبيع والذي يقدر بـ 21 مليون دولار، ومن المقرر أن تدفعهم إسرائيل لتركيا لعائلات الضحايا الـ 10 الذين كانوا على متن السفينة التركية مرمرة التي استهدفتها إسرائيل ضمن أسطول الحرية في عام 2009م حين حاولوا كسر الحصار عن قطاع غزة.

مقارنة بين أنقرة والقاهرة
ومن جهة أخرى حاول البعض المقارنة بين تركيا ومصر، إذ قال الكاتب الإسرائيلي، تسيفي بارئيل، إن الفارق بين ما جري في مصر في 2013، ومحاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا أن الجيش المصري اعتبر شريكا كاملا للثوار في ثورتي يناير 2011 ويونيو 2013 "باسم الشعب ومن أجل الديموقراطية".

وأضاف في مقال نشر بصحيفة "هاآرتس" العبرية أن التيارات الليبرالية في مصر احتاجت إلى مساعدة من الجيش من أجل تحقيق الأهداف الأولى وإسقاط السلطة.

وتابع بأنه اتضح للحركات الليبرالية وللمعارضة العلمانية أنها ليست قوية بما يكفي لمواجهة حركة منظمة جيدا كالإخوان، وأنه بشكل مماثل في تركيا، ضد حزب العدالة والتنمية بكل أجهزته.

وأضاف أن الجيش التركي الذي اعتبر ذات مرة "شريكا" للجمهور العلماني والليبرالي، تحول خلال السنوات الخمس الأخيرة إلى جيش الحكومة، ولذلك فإنها لا يمكنه بعد أن يعتبر شريكا للانقلابات، مشيرًا إلى أن أردوغان تحول بفضل المتآمرين إلى رمز للديمقراطية التركية.

تدبير الانقلاب
كما تبنت وسائل الإعلام الإسرائيلية نظرية المؤامرة في الانقلاب التركي وأن السلطات التركية هي التي دبّرت محاولة الانقلاب لتعزيز سلطتها أكثر فأكثر.

وأشارت التقارير الإسرائيلي إلى أنه يدور الحديث عن نظريات كثيرة ومتنوعة ،ولكن أهمها هي أن أردوغان اكتشف تكتل بعض الجنرالات والضباط الكبار، الذين كانوا يعرفون أنه سيتم عزلهم في نهاية الصيف، وقرر أن يُعطيهم فرصة للوقوع في الفخ، تمكن أردوغان، من خلال هذه الخدعة من اعتقال آلاف العسكريين، القضاة، والصحفيين الذين يهددون حكمه.

ويقول مؤيدو نظرية المؤامرة أيضًا إن أردوغان كان يعرف أن ذلك التحرك كان يُفترض أن يبدأ باعتقاله من الفندق، الذي كان ينزل فيه في مرمرة ، ربما حتى عرف التوقيت الدقيق لذلك أيضا وقد تمكن من الهرب في الوقت المناسب وترك الانقلابيين يُفجرون الفندق فوق رءوس نزلائه المرعوبين.

ورغم الضغينة بين تركيا وإسرائيل التي تتضح من تحليلات الإسرائيليين إلا أن النفاق الصهيوني جعل رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني، بنيامين نتناهو، يسارع إلى إصدار تصريحات مؤيدة لأردوغان عقب فشل الانقلاب، مؤكدًا على استمرار علاقات التطبيع بين الطرفين.
الجريدة الرسمية