رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مصر الأقل تضررًا.. لكن هناك قنابل موقوتة!


لا ينكر أحد أننا أقل دول الربيع العربي تضررًا من عواصف هذا الربيع، ونحن أقلها تأثرًا بالأزمات المالية العالمية المتتالية.. فلا الدولة سرحت العمالة، ولا استغنت عن موظفيها كما فعلت دول أخرى متضررة مثلها.. ولا سمحت بتمدد حالة الانفلاب والذعر التي اجتاحت المنطقة في أعقاب يناير 2011. 


كل هذا إيجابي ومقدر لكنه لا يمنعننا من الحذر والتعاطي بجدية أكثر مع أزمات خطيرة كالبطالة وارتفاع الدولار أمام الجنيه والديون المتراكمة منذ سنوات، فكل من هذه المعضلات بمثابة قنابل موقوتة تتحين الفرصة لتنفجر في وجه الجميع، فالبطالة أزمة كل بيت، وإهدار لجهود وموارد الدولة وأموال جرى إنفاقها على تعليم شباب تخرج ولا يجد عملًا فأصبح عالة على ذويه وخصمًا من رصيد الثروة البشرية المعطلة رافعة أي نهضة أو تقدم. 

وارتفاع الدولار يهدد بانكماش القدرة الشرائية لأغلب المواطنين وما يمثله ذلك من صعوبات في تحقيق الإشباع الاقتصادي وتعويق فرص الحياة وتعريض السلم الاجتماعي للخطر، ولا تخفي خطورة الديون على الأجيال القادمة التي ستتحمل وحدها فاتورة الفوائد الباهظة، وسداد أصل الدين في ظروف لا يعلمها إلا الله، وما لم تسارع الحكومة لإيجاد حلول سريعة وعملية فسوف تسوء الأوضاع أكثر فأكثر حتى تخرج عن السيطرة، ويصبح ما كان ممكنا اليوم أكثر صعوبة غدا، وربما مستحيلًا بعد غد.

مصر بحاجة إلى إصلاح حقيقي لاقتصادها المثقل بأعباء لم يعد يجدي معها إجراءات تقليدية بل يتحتم على الحكومة اتخاذ إجراءات فعالة للإنقاذ وإلا فإن الأوضاع سوف تصير أكثر تعقيدًا..الأمر يتطلب سرعة بث رسائل الأمل وتوفير بيئة شفافة وأكثر جذبًا للاستثمار، وتحقيق طفرة في الصادرات، وفتح المصانع المغلقة، وتنشيط السياحة، وترشيد الإنفاق ومواجهة التلاعب بالدولار وبالأسواق..ومد مظلة الدعم الحقيقي للفئات المستحقة له!
Advertisements
الجريدة الرسمية