رئيس التحرير
عصام كامل

ومازال المواطن البسيط المتضرر الأكبر !


لا جدال أن المواطن أصبح لا يجد حيلة في التعايش مع تقلبات الأسعار وجنونها، قياسًا لما يجري في العالم كله الذي يشهد انخفاضًا ملموسًا في أسعار تلك السلع؛ مدفوعًا بانخفاض أسعار النفط وتراجع نمو الاقتصاد العالمي..

 هذا المواطن البسيط لا يزال هو المتحمل للنصيب الأوفر من فاتورة أي إصلاح تقدم عليه الحكومة أو حتى تفكر فيه؛ فهو المتضرر الأكبر من رفع الأسعار أو خفض الدعم.. بينما الأغنياء يحصدون أكبر المغانم، ولا ينالهم من تكلفة الإصلاح نصيب عادل يكافئ ما أخذوه أو ما كسبوه من دماء الوطن والغلابة خلال السنوات الأخيرة.. الأمر الذي يعني أن العدالة الاجتماعية لا تزال تبحث عن وسيلة لإنقاذ الفقراء من براثن الغلاء وجشع التجار وتوحش الاحتكار وغياب أي دور حمائي فعال للحكومة أو أي من مؤسسات حماية المستهلك أو حتى حقوق الإنسان التي انشغلت فقط بالجانب السياسي من القضية.

المواطن البسيط لم يجن حتى هذه اللحظة ثمرات التنمية المستدامة، ولم تنجح أي من الحكومات المتعاقبة في تخفيف الأعباء عن كاهله، ولا حتى عاملته بصورة أكثر إنسانية أو آدمية.. بل تركته لقمة سائغة لــ "مافيات" عديدة إن صح التعبير.. فمن مافيا احتكار السلع الأساسية، كاللحوم والأرز، إلى مافيا توريد القمح التي خلطت المحلي بالمستورد طمعًا وجشعًا لنهب المليارات المرصودة لدعم القمح المحلي والفلاح.. إلى مافيا الاستيراد التي ترفع الأسعار بعشوائية مفرطة.. إلى مافيا الغش والنصب..

الأمر الذي يجعل هذا المواطن يتساءل: هل تخلت عنه الحكومة ورفعت يدها وتقاعست عن حماية الفئات الأولى بالرعاية.. أم أن الدولة لن تتركه صيدًا سهلًا لرأسمالية جشعة لا تراعي الله في الوطن ولا المواطن؟!
الجريدة الرسمية