رئيس التحرير
عصام كامل

8 أسئلة «حرجة» حول مصير تركيا بعد فشل الانقلاب العسكري «تحليل»

فيتو

 لم يكن مطلوبًا منا أن نغوص في التفاصيل، أن نبرر لماذا فشل الانقلابيون ونجح أردوغان، ولم نكن مطالبين بتصوير أن ما شهدته تركيا خلال الساعات الماضية "تمثيلية".. المشهد انتهى، حركة الجيش لم تكن ضيقة إلى هذا الحد الذي حاول أردوغان تصويره بدليل اعتقاله لقائد الجيش الثالث الميداني بتهمة الخيانة.


المطلوب الآن هو البحث عن إجابة أكثر من سؤال ظهر في غمرة تلك الأحداث، إجابات تلك الأسئلة ستحدد مسار تركيا وعلاقتها مع جيرانها خلال الفترة المقبلة.

 • هل تتحول تركيا إلى دولة دينية؟
 في 25 أبريل الماضي أعلن رئيس البرلمان التركي إسماعيل كهرمان أن تركيا تسعى لدستور ديني تتخلى فيه عن العلمانية، وهو الأمر الذي أكده بشكل آخر رئيس الوزراء التركي بلدريم حين قال إن تركيا تسعى لمفهوم متحرر عن العلمانية.

 وبعد فشل الانقلاب العسكري وخروج أردوغان منتصرًا ومحميًا بإرادة الشعب التركي، هل تكون تلك خطوته المقبلة؟

 • هل يتحول نظام الحكم إلى رئاسي؟
 لم يُخفِ أردوغان، الذي قضى دورتين رئيسًا لوزراء لتركيا قبل أن يصبح الرئيس، رغبته في تحويل نظام الحكم في أنقرة إلى نظام رئاسي على الطريقة الأمريكية، شارحًا رؤيته في أكثر من تصريح صحفي، وهو الاقتراح الذي رفضه غالبية الشعب التركي ما عدا مؤيدي أردوغان فقط.

 ولاقى هذا الاقتراح قلقًا في الدوائر الغربية؛ إذ أنه يعني تكريس سلطة البلاد في يد أردوغان، الذي بموجب الدستور التركي هو رئيس لا يملك أي صلاحيات.

 بعد فشل الانقلاب عاد التساؤل مرة أخرى: هل يقدم أردوغان على تلك الخطوة، خاصة أن المناخ السياسي أصبح مهيئًا لذلك؟

 • ما حقيقة الانقسام داخل الجيش التركي؟
 لم يكن هذا التحرك إلا دليلًا واضحًا أن الجيش التركي منقسم داخل ذاته، ووفق محللين أتراك فإن نسبة المؤيدين لأردوغان داخل الجيش 10%، أما المعارضون فهم عدد من القادة الذين يتحكمون في مفاصل الجيش المصنف العاشر عالميًا.

 • ما موقف أردوغان من المخابرات العسكرية داخل الجيش التركي؟
 انحازات الاستخبارات العسكرية إلى قادة الانقلاب بمجرد أن تم الإعلان عنه، ونظرًا لأهمية هذا الجهاز داخل أي مؤسسة عسكرية تساءل البعض عما يكون موقف أردوغان من المخابرات العسكرية التي انقلبت ضده.

 • هل يعود أردوغان ويحسن من علاقاته؟
 بحسب الكاتب الصحفي والمختص بالشئون العربية عبد الباري عطوان فإن "أردوغان" سيخرج من محاولة الانقلاب أضعف بكثير من ذي قبل، وهو ما سيدفعه إلى سرعة التقارب مع سوريا ومصر، وهو أمر ظهرت بوادره خلال الأيام الماضية، كما سيكون هناك علاقات أقوى مع إسرائيل وروسيا نظرًا لتدهور الأوضاع الاقتصادية التركية.

 • هل سيستمر صمت مصر؟
 منذ بداية الأزمة لم تعلق مصر على المستوى الرسمي بأي شكل من الأشكال، عكس قادة كثيرون أدانوا الانقلاب أو شجعوه كما هو الحال في سوريا، ورغم تواتر أنباء أن مصر عرقلت قرار مجلس الأمن الدولي بإدانة الانقلاب العسكري في تركيا، وهو ما نفته الخارجية المصرية، يبقى السؤال: متى ستتكلم القاهرة أم أنها ستفضل الصمت؟

 • ما موقف الإخوان؟
 كان أكثر من انتابهم القلق خلال فترة الانقلاب التي استمرت 6 ساعات هم قادة الإخوان الهاربون إلى تركيا بعد صدور أحكام قضائية ضدهم في مصر، وبمجرد فشل الانقلاب عبروا عن فرحتهم، إلا أن السؤال الذي طرحه البعض: هل يستمر أردوغان في إيواء قادة هاربين من القانون؟ وما تأثير ذلك، إذا صحت رغبته، في إصلاح العلاقات مع الدول المجاورة ومنها مصر؟

 • هل انتهى خطر الجيش التركي؟
 حسب ما تشير الإحصاءات غير الرسمية فإن 30% من الجيش التركي هو من دبر الانقلاب، وفي ظل حالة الانقسام الحادثة الآن رجح البعض ومنها الصحفي المشهور روبرت فيسك أن الانقلاب العسكري يمكن تكراره خلال الشهور أو السنوات القليلة المقبلة.

الجريدة الرسمية