رئيس التحرير
عصام كامل

«أكيهيتو».. السرطان ينهي مسيرة الإمبراطور الثائر (تقرير)

فيتو

لأول مرة في تاريخ اليابان الحديث، يعرب إمبراطور عن رغبته في التخلي عن العرش ولو بسبب المشكلات الصحية؛ لأن منصبه في الأساس لا صلاحيات فعلية له، ولكن الدستور ينص على أنه يعدّ رمزًا للدولة ولوحدة الشعب.


الإنفلونزا
في فبراير الماضي، أعلنت هيئة البلاط الإمبراطوري في العاصمة طوكيو أن الإمبراطور "أكيهيتو" (82 عاما) أصيب بالحمى أثناء عطلته الأسبوعية ولزم مقر إقامته في القصر الإمبراطوري، وبينت الفحوصات الطبية التي أجراها الفريق الطبي المتخصص أنه مصاب بالإنفلونزا.

وخضع أكيهيتو لجراحة سرطان البروستاتا في عام 2003، وأجريت له عملية جراحية في القلب قبل أربع سنوات.

وأمس الأربعاء، أكدت هيئة الإذاعة اليابانية أن الإمبراطور الذي يعاني من مشكلات صحية، أعلن عن نيته في عدم الاستمرار إمبراطورا للبلاد في ظل عدم قدرته على القيام بواجباته بشكل كامل.

وكشف مسئول حكومي، رفض كشف هويته لوكالة كيودو للأنباء، عن أن الإمبراطور صاحب المنصب الشرفي الأعلى، والذي يحظى باحترام شديد للغاية من عدد كبير من اليابانيين، كان يفكر في هذه الخطوة منذ عام تقريبا.

وقال مصدر بالقصر لهيئة الإذاعة والتليفزيون اليابانية، إن "عائلة الإمبراطور تقبلت قراره" ومن جانبه نفى المتحدث باسم القصر وجود أي خطة رسمية للإمبراطور للتنازل عن العرش.

إمبراطور ثوري
"أكيهيتو" هو أول ولي عهد إمبراطوري في اليابان يتزوج من عامة الشعب، حيث اقترن بالإمبراطورة "ميتشيكو" 81 عاما، التي لعبت دورا كبيرا في تقريب العائلة الإمبراطورية إلى الشعب، ورسم صورة جديدة لها تميزت بالبساطة، وهو ما جعلها تستحوذ على حب الشعب الياباني.

وفي عام 2011، اتخذ الإمبراطور خطوة غير عادية وألقى خطابًا متلفزًا للشعب الياباني في أعقاب الزلزال المدمر والتسونامي في فوكوشيما.

وكانت هذه لفتة ثورية في بلد غير معتاد على سماع أو رؤية الأباطرة، بحسب مراسل هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" في اليابان.

موقف محرج
وأثار الممثل الياباني الذي تحول إلى السياسة مؤخرا، النائب تارو ياماموتو، جدلا واسعا في البلاد في نوفمبر 2013، بعد أن خرق قواعد البروتوكول، وسلم رسالة إلى إمبراطور اليابان ليجذب انتباهه إلى أزمة مفاعل فوكوشيما، وهو فعل يعتبر في بلاد الشمس المشرقة من المحرمات.

وكان الإمبراطور أكيهيتو، وزوجته ميشيكو، يقومان بتحية صف من الضيوف خلال حفل سنوي في القصر الإمبراطوري، حين تقدم النائب، وسلم الإمبراطور رسالة.

وبث فيديو الحادث مرارا على شاشات التليفزيون، ويظهر فيه الإمبراطور يتسلم بهدوء الرسالة التي كتبت على ورق من نوع "واشي" بالفرشاة والحبر، وتحدث لفترة وجيزة مع ياماموتو، لتقوم بعدها الإمبراطورة بسحب مرفق زوجها من الخلف.

الجريدة الرسمية