رئيس التحرير
عصام كامل

محمد حافظ: حكومة قنديل عاجزة والمعارضة كرتونية

فيتو

تبقى واحدة من اللجان "الصورية" التى لم تظهر ملامحها خلال السنوات الماضية، سوى فى الحالات الرياضية الحرجة فقط، التى تدفع المسئولين للجوء إليها للحصول على تقاريرها النهائية لإغلاق الملف أمام الرأى العام، وهو الأمر الذى تبدل تمامًا مؤخرًا، حيث باتت بمثابة "الراعى الرسمى" لمناقشة المشكلات والأزمات الرياضية التى تتفجر داخل الشارع الرياضى.. إنها لجنة الشباب والرياضة بمجلس الشورى، والتى يرأسها محمد حافظ، عضو حزب النور السلفى، الذى حاورته "فيتو" ليكشف النقاب عن العديد من الملفات الرياضية الشائكة، ويقدم روشتة للتخلص من كوابيس المنظومة.. فإلى نص الحوار:

- بداية؛ ما قراءتك السريعة للأحداث الجارية داخل مصر؟
* مصر وفقًا للقياسات العلمية تعد من دول العالم الثالث، التى تعتمد فى المقام الأول على الإعانات الخارجية، كما هو الحال فى الدول المشابهة لظروفها الاقتصادية، بالإضافة إلى خضوع الدولة لسيطرة طبقة معينة احتكرت كل شىء فيها لفترة طويلة، ولم تشهد أى تغييرات سوى بشكل طفيف، وحتى المعارضة الموجودة بداخلها كانت شخصيات "كرتونية"، نسجها النظام السابق لخداع دول العالم الخارجى، وإيهامهم بوجود معارضة داخل البلاد.
وللأسف الشديد، دور المعارضة داخل مصر اختلف تمامًا بعد الثورة، حيث منحها النظام الحالى فرصتها للتعبير عن موقفها بشدة، وهو ما كانت تفتقده فى عهد النظام السابق، الذى كان يفرض عليها ضغوطا رهيبة لتحجيم دورها، لكن بقيت معاناتها من ضعف مواردها المالية والبشرية حائلًا أمام ظهور دورها المؤثر بين أطياف الشعب المصرى، الذى لم يشعر بالدور الإيجابى لها حتى الآن.
- وبم تُبرر تعدد الوزارات داخل مصر بعد أحداث ثورة 25 يناير؟
* أعتقد أن هذا الأمر حدث بناءً على رغبة الثوار، لكنه لم يحقق دوره الإيجابى، بعد أن فشلت تلك الوزارات فى تحقيق الأهداف المنشودة، وبالتالى تأثر المشهد السياسى للدولة، سواء على الصعيد المحالى أو العالمى بتلك النتائج السلبية.
- وكيف ترى الوضع الاقتصادى للبلاد الآن؟
* مصر كانت تحظى بدعم بعض الدول العربية الغنية، لاحتساب مصر ضمن جبهة أمريكا وأوربا، ومن ثم حاول البعض الالتصاق بها طمعًا فى الحصول على العطايا الأمريكية والأوربية، وهو ما تبدل تمامًا بعد أن أعلنت مصر عن رغبتها فى الاستقلال اقتصاديًا عن أمريكا، واتجهت لإبرام اتفاقيات تعاون مع تركيا والصين، وهو ما دفع الدول العربية للابتعاد عن مصر، بعد أن فقدت علاقتها القوية بأمريكا، وبالتالى انعكست آثاره على الوضع الاقتصادى للبلاد.
- وكيف تنظر للوضع الأمنى.. وما السبب الحقيقى وراء تدهوره بهذا الشكل؟
* أزعم أن السبب الحقيقى فى تدهوره هو الاستقلالية التى تسعى كل وزارة لفرضها على نفسها بعيدًا عن وزارة الداخلية، التى أرى أنها أخطر الوزارات، والتى تحتاج إلى مساندة من قبل الجميع لمواصلة مشوارها فى تأمين الدولة، خاصة أن السياحة والاستثمار على سبيل المثال لن يحققا تقدمًا ملحوظًا، دون توافر عنصر الأمن.
- وهل ترى أن حكومة هشام قنديل تستحق الاستمرار.. أم أنها فشلت تمامًا فى تأدية مهمتها؟
* الرئاسة عليها إجراء بعض التغييرات الجذرية فى الحكومة الحالية، حتى يشعر الشعب المصرى بالطمأنينة، خاصة أن الجميع بات يعى تمامًا أن الدولة لا تشعر بمطالبه، وأكبر دليل على ذلك أن الحكومة الحالية عجزت عن وضع حلول جيدة حتى الآن لأزمات الغاز والبنزين والبطالة والكهرباء ورغيف العيش.
- وأين حزب النور من الأوضاع الاقتصادية داخل البلاد.. وهل نعتبره ضالعًا فى وصول مصر للوضع المتردى الذى تعيشه الآن؟
* الحكومة الحالية لا تضم أى وزير ينتمى لحزب النور، وسبق أن حذرنا من تردى الأوضاع الاقتصادية داخل البلاد، وطالبنا بإحداث تغييرات جذرية، وإلا فإن استمرار حكومة قنديل لن يكون مبررًا على الإطلاق.
- وكيف ترى علاقة مصر وأمريكا فى ظل حكم جماعة الإخوان؟
* هناك فارق كبير بين التعامل السياسى والاتصال السياسى بأى دولة فى العالم، وبين الخنوع تحت هيمنتها، فمصر مجبرة على التعامل مع الجميع بسبب الاتصال السياسى، لكن الآن هناك استقلالية فى القرارات؛ بمعنى أنه لا يوجد من يتدخل لفرض أى شىء على الدولة فى شئونها الداخلية، وهذا هو الفارق بين التعامل السياسى الذى تكون مجبرة عليه، وبين السير فى الركب الأمريكى، فعلاقاتنا مع الأمريكان على المستوى السياسى تتمثل فى حصولنا على معونات وتسليح من أمريكا، لكن النظام الحالى لا يسمح بتدخل أمريكا فى قراراته الداخلية والخارجية، ضاربًا المثل أن أمريكا نجحت فى تفكيك الاتحاد السوفيتى، لكن إلى الآن علاقاتهم السياسية لم تنتهِ، ومستمرة بالرغم من معرفة الجميع حجم العداء الذى بينهم.
- وما مدى صحة ما يتردد عن وجود معارضة من قبل قيادات الحزب للرياضة.. وتحديدًا الألعاب التى ترتدى فيها اللاعبات المصريات ملابس مثيرة؟
* هذا الأمر غير صحيح بالمرة، بدليل تنصيبى رئيسًا للجنة الشباب والرياضة بالشورى.
- وما الجهات الشرعية التى تعتمدون عليها فى تحريم بعض الرياضات من عدمه؟
* حزب النور استقر على أن دار الإفتاء والأزهر الشريف هما من يفصلان فى جميع الأمور الخاصة بالرياضة، فيما يتعلق بتحديد حرمانية بعض الألعاب من عدمها، على ألا يتدخل الحزب من قريب أو من بعيد فى الأمر.
- وبم تبرر حملة التشويش التى يواجهها حزب النور؟
* خطأ أى فرد داخل حزب ما.. لا يعنى ضرورة تشويه الحزب بالكامل، وهو ما حدث مع حزب النور السلفى فى البداية، عندما أراد البعض استغلال الخطأ الفردى للشيخ على ونيس والنائب البلكيمى ومستشار الرئيس لشئون البيئة د. خالد علم الدين، لكننا كحزب ننفرد بمعاقبة أى عضو يسىء لنا من خلال فصله، فنحن أقوى حزب موجود على الساحة السياسية، وذلك نتيجة إلى جهوده فى فتح حوار مع جميع القوى السياسية فى مصر، حتى وإن اختلفت الأفكار وتعارضت المبادئ، فنحن كحزب نؤمن بأنه لا يمكن لفصيل واحد أن يدير شئون الدولة بمفرده، نظرًا لأهمية مصر وحجمها، وأزعم أننا نمتلك كوادر فى مختلف القرى والمحافظات، ومن ثم أصبح لنا وجود قوى فى كل ربوع البلد.
- فى تقديرك.. هل تأخرت الحكومة فى حل مشكلة بورسعيد؟
* بالفعل الحكومة تأخرت فى حل هذه المشكلة، وجماهير بورسعيد عندما التقيتهم على خلفية الأحكام التى صدرت فى القضية كانت مقابلتهم فى منتهى الاحترام والترحاب، وقدمت طلبًا بضرورة معاملة شهداء بورسعيد كشهداء ثورة يناير، وأهالى بورسعيد طالبوا بعدم اختزال مدينة بورسعيد فى قلة من جماهير الكرة المتعصبة هناك، أو الفئة التى قتلت جماهير الأهلى، فمدينة بورسعيد من أعرق مدن مصر ولها تاريخ يفتخر به الجميع.
- وماذا عن حرق مقر اتحاد الكرة مؤخرًا؟
* حتى لو تم اتهام جروب ألتراس أهلاوى بحرق الاتحاد، فعلينا انتظار التحقيقات للكشف عن المتهم الحقيقى، خاصة أن القضية الآن أمام النيابة وهى الجهة المنوطة بجمع التحريات، والإعلان عن الأدلة للرأى العام قريبًا.. وفى هذا الإطار أطالب الألتراس بترك الأفعال السيئة للجماهير الأوربية، والنظر إلى تقدمهم وتحضرهم، وطريقة تشجيعهم المثالية، كما يحدث فى الدورى الإنجليزى والإسبانى وبطولات أوربا، لذلك عليهم الحفاظ على أنفسهم والبعد عن العنف.
- أخيرا؛ ما موقفك من قانون الرياضة الجديد؟
* هذا القانوم لم يعرض على لجنة الشباب والرياضة بمجلس الشورى حتى الآن، بالرغم من مبادرتنا بإقامة مؤتمر للاستفادة من كل الكوادر، ونحن لن ننتظر كثيرًا حتى يطرحه الوزير علينا، لذا نعتزم تقديم طلب لسرعة إصدار القانون.
الجريدة الرسمية