رئيس التحرير
عصام كامل

وتخلت الدولة عن دورها !


حتى لا تتوه الحقيقة لقد حولنا شهر رمضان بكل ما فيه من سمو روحي وأخلاقي يستمد طاقته من العبادة الخالصة النقية إلى شهر أكل ونهم ومرح وسهر أمام مسلسلات رديئة وإعلانات بعضها استفزازي وبعضها الآخر يدعو للشحاذة، الأمر الذي دعا الكاتب الكبير وحيد حامد لرصد هذه الظاهرة البغيضة في مقالين له بعنوان "تبرعوا لإهانة مصر".. فماذا ننتظر بعد إهانة مصر أيها السادة ؟!


سيل هادر من مسلسلات تنمي الاستهلاك النهم والتواكل والعنف والبلطجة.. فكيف يتسنى للمشاهد أن يتابع أكثر من 30 مسلسلًا في اليوم الواحد.. وما هي القيم التي تحرص على غرسها في شبابنا.. وأين ما أحدثته من تغير إيجابي في مجتمعنا..؟!

كنا نتمنى أن نرى في رمضان قلوبًا رهيفة تتصدق، لا قلوبًا غليظة تسرف وتبذر في سفه.. لقد استقبل بعضنا رمضان على موائد الغيبة والنميمة والرذيلة والبلطجة.. وهو ما يجعل السؤال مَنْ فعل ذلك بالمصريين.. وكيف استجابوا لهذا السقوط.. لماذا الإصرار على طمس القدوة وتغييب الرموز الحقيقية لأمتنا، وترك هذه المسوخ المشوهة تشكل وجدان شبابنا.. أين مؤسسات الدولة المنوط بها صياغة العقل وتربية الوجدان.. لماذا تخلت الدولة عن دورها لحساب إعلام وفضاء إلكتروني لا ضابط له ولا رابط.. وكما تخلت عن واجبها في حماية المجتمع من الجشع والاحتكار والغش.. فعلت ذلك أيضًا مع الفن والتعليم والثقافة.. تركت الأشباح ينهشون في مستقبل هذا البلد وحاضره.

نعم لقد تخلت الدولة عن دورها ليس فقط في الرقابة وحماية المجتمع من جشع التجار والاحتكار.. بل أيضًا أهملت الدراما التي تبني وتعمر وتوعي وتنهض بالأمم كما كان في الماضي.
الجريدة الرسمية