رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. منع التدخين والاختلاط شروط أول «مقهى شرعي» بمصر

فيتو

لعبت المقاهي منذ نشأتها دورًا رئيسيًا في تشكيل العقل المصري، فعلى مقاعدها أثار القادة الشعبيون الرأي العام ضد فساد السلطة الحاكمة، ومن بين جدرانها خرج نجيب محفوظ أديب نوبل، ومحمود السعدني، وصلاح جاهين، وغيرهم من رموز الأدب والثقافة، ولكن أحدًا لم يتخيل أن يرى شخصًا يقدم على افتتاح «مقهى شرعي».


ممنوع الاختلاط

في مدينة السادس من أكتوبر، ومنذ 10 شهور قرر أحد الشباب ويدعى عبد الله محمد، استنساخ تجربة المقهى الثقافي ولكن على الطريقة الشرعية، فشرع في تجهيز بناية وفر بداخلها مكتبة تعج بعشرات المؤلفات، منظمًا صالون ثقافي يناقش القضايا الفكرية ويتبنى المواهب الشابة، ولكنه اشترط عدة أشياء تتماشى مع الشريعة الإسلامية وعلى الراغبين في ارتياد المقهى الالتزام بتطبيقها، من أهمها: الامتناع عن التدخين، وحظر الاختلاط بين الشباب والفتيات الذين لا تربطهم علاقة شرعية.

«نلتقي لنرتقي».. كان هذا هو الشعار الذي إختاره «عبد الله» لحظة أن قرر افتتاح المقهى، معلنًا أن الأهداف التي يرمو لتحقيقها من وراء تجربته تتلخص في: تعريف الشباب بقيمة الوقت، ومساعدتهم على استغلال أوقات الفراغ بالطريقة الصحيحة، وأن يصبح المقهى ملتقى فكريا لرواده، ويعمل على تنمية عقولهم وتطوير الذات، وأن يساعدهم على الإقلاع عن التدخين، والابتعاد عن أي عادة سيئة.

روشتة سعادة

وبجانب الأهداف السابقة، أعلن صاحب أول مقهى شرعي في مصر، أنه سينظم عددًا من ندوات التنمية البشرية والذاتية، وسيساعد مدمني المخدرات على التعافي، وسيعمل على نشر الأفكار الإيجابية التي تحفز الشباب على عدم مشاهدة المواقع الإباحية، وسيحضر أساتذة تربيون يضعون للشباب والفتيات المقبلين على الزواج روشتة للسعادة واستمرار حياتهم الزوجية.

الهدف من افتتاح أول مقهى شرعي، في مصر له عدة أهداف يلخصها مالكه عبد الله محمد، بقوله: «أهدف إلى ملء العقول بالغذاء الفكرى والروحى، قبل أن تمتلىء البطون بالطعام والشراب، وأتمنى إني أعمل حاجة لديني ثم لبلدي».

50 زبونا

لم تنجح التجربة في تحقيق المرجو منها، فحصيلة الزبائن بعد 10 شهور من افتتاح هذا المقهى كانت 50 زبونًا فقط، وهو ما عبر عنه «عبد الله» بقوله: «على مدى 10 شهور، مفيش حد جالي غير 50 زبون بس.. معرفش ليه مفيش حد بيجيلى.. نفسي حد يشجعني ويقولي أستمر.. عايز حد يتبنى الفكرة.. إيد واحدة ما بتصقفش.. ده حتى الصنايعية بقالي 10 شهور بدور على صنايعي واحد مبيدخنش ومش لاقي، الكل بيقولي أنا لازم أخد ربع ترامادول أو أشرب سيجارة حشيش عشان أعرف أشتغل».

رغم عزوف الزبائن عن ارتياد أول مقهى شرعي في مصر، إلا أن صاحبه يؤكد أن تجربته ستنجح، قائلًا: «متأكد إني بعد الفشل المرير اللي بمر بيه.. سأنجح، لأني هدفي الإصلاح عند فساد الناس».

انتقادات كثيرة وجهت لـ «عبد الله»، يوضحها بقوله: «بزعل لما حد يقولي هو فيه كافيه يشتغل بشروطك دي.. أنت قاعد في مصر مش في السعودية، وعايز أرد على دول وأقولهم: مصر مهبط الأنبياء وبلد الأزهر الشريف، وأنا عشان بحب بلدي عايز الشباب يبطلوا السجاير والمخدرات وأي حاجة غلط، وربنا يجعلني من الصابرين لأني لو نجحت هيبقى عندنا في المستقبل جيل نضيف».
الجريدة الرسمية