رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا يملك غيرنا الذرة والفضاء والعلم ؟!


دراما اليوم تنافق المشاهد وترضيه على حساب القيم السوية.. الأمر الذي يطرح علينا جميعًا سؤالًا مهمًا بعدما انقضى شهر رمضان: هل راجعنا سلوكنا طوال الشهر الفضيل.. هل خرجنا منه أحسن مما كنا قبله.. أم أن تعاليم الدين وروحه تسير في وادِ وسلوكيات البشر أتباع هذا الدين في وادِ آخر تمامًا.. لماذا يملك غير المسلمين الذرة والفضاء وناصية العلم ويكتفي المسلمون بالهراوات.. وهنا نردد مع الرئيس السيسي سؤاله للإمام الأكبر في احتفال ليلة القدر: هل المسلمون أعلم الأمم وأتقنها وأكثرها عملًا وأمانة وسماحة ونظافة ؟! والإجابة أتركها لكم!!


لا شك أننا في حاجة ماسة إلى وقفة حساب ومراجعة للذات.. بعد ما ودعنا شهر فضيلًا، واستقبلنا العيد وأفراحه اليوم.. فهل نستحق أن نفرح بما قدمناه من صلوات وصيام وزكاة وفضائل أعمال على وجهها الذي يرضاه الله.. هل أدركنا قدر هذا الشهر.. أم أننا حولناه إلى مناسبة للسهر والإهدار والإسراف، واجتاحتنا فيه حمى الإسراف في كل شيء حتى أن استهلاكنا فيه وحده يزيد على 60%، مما نشتريه طوال العام، وما نشاهده من برامج مقالب ومسلسلات يقارب نفس هذه النسبة..

مليارات ومليارات تضيع هباءً ما بين فوائض طعام تجد طريقها إلى سلال القمامة وليس إلى بطون الفقراء، ورغي في المحمول ومنشطات جنسية وسجائر ومخدرات وسيارات فارهة وحفلات خمس نجوم وعزومات فاخرة..إلخ.

ما نفعله ببلدنا لا تفعله أغنى الدول ولا تقدر عليه.. بينما واقع الحال أننا أقلها إنتاجًها وعملًا وأكثرها ديونًا واستهلاكًا وفقرًا.
الجريدة الرسمية