«الإرجوت» يدخل بطون المصريين بأمر الحكومة.. وزير الزراعة يصدر قرارا بمرور القمح المصاب بالفطر بتوصية من «الوزراء».. «الزراعة»: ليس خطيرا وينمو في الأماكن الباردة.. «

عاد فطر الإرجوت مرة أخرى ليحتل مساحة في الأحداث الواقعة على الساحة في مصر بعد قرار وزير الزراعة الدكتور عصام فايد رقم 1117 لسنة 2016 بالسماح بدخول رسائل القمح المصابة بالفطر بنسبة 0.05% وفق دستور الأغذية العالمى "كودكس"


الحكومة مسئولة

ومن جانبه قال عيد حواش المستشار الإعلامي لوزير الزراعة واستصلاح الأراضي إن قرار الدكتور عصام فايد رقم 1117 لسنة 2016 والذي سمح بدخول رسائل القمح المصابة بفطر الإرجوت بنسبة 0.05% وفق دستور الغذاء العالمي "كودكس"، يأتي بناء على توصية صادرة من مجلس الوزراء بتاريخ 21 يونيو 2016.

وأضاف حواش في تصريحات لـ«فيتو» أن اللجنة العلمية المشكلة من منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "فاو" وعلماء أمراض النبات في مصر ومسئولي الحجر الزراعي، أكدوا أن فطر الإرجوت لا يستوطن في البيئة والتربة المصرية نظرًا لحاجته إلى مناخ بارد وهو عكس المناخ في مصر.

مخالف للقانون
فيما هاجم مصدر مسئول بمركز البحوث الزراعية قرار وزير الزراعة وتوصية مجلس الوزراء بالسماح بدخول رسائل القمح المصابة بفطر الإرجوت بنسبة 0.05٪.

وقال المصدر إن القرار يخالف المادة ٨٦ من قانون الزراعة لسنة ١٩٦٦ ولائحة الحجر الزراعي المصري الصادرة بالقرار رقم ٣٠٠٧ لسنة ٢٠٠١ والتي تنص على منع دخول أي حاصلات زراعية مصابة بآفات غير موجودة بأراضي الجمهورية.

مناخ بارد
وأشار إلى أن ما قاله «عيد حواش» المستشار الإعلامي لوزير الزراعة عن أن رأى اللجنة العلمية المشكلة من الفاو وخبراء الحجر الزراعي المصري بأن فطر الإرجوت لا ينمو في البيئة المصرية لحاجته إلى مناخ بارد غير صحيح؛ لأن الفطر موجود في إسرائيل وإيران والسودان وهي دول مناخها متشابه مع المناخ في مصر، إلى جانب أن الأجواء في مصر في موسم القمح قد تصل إلى حد من البرودة يسمح بانقسام الفطر وتحوره خاصة الموسم الماضي حين وصلت درجات الحرارة إلى صفر مئوية في بعض الأوقات من فصل الشتاء.


الإرجوت في الشرق الأوسط
قال الدكتور نادر نور الدين، الخبير الزراعي، والأستاذ في كلية الزراعة جامعة القاهرة، إن فطر الإرجوت دمَّر محصول القمح في اليمن وفي إيران والسودان منذ عشر سنوات، وهو فطر قادر على النمو والاستيطان في درجات حرارة منطقة الشرق الأوسط.

وأوضح نور الدين لـ«فيتو»، أن القضية ليست وجود فطر الإرجوت في دول قريبة، والأهم أنه ليس موجودًا في مصر، ومن حقنا منع دخوله إليها وحماية القمح المصري من مرض جديد غير موجود في التربة المصرية، فالأمر يستوي عندما نتحدث عن مرض اللسان الأزرق في العجول، فهو يصيب العجول في المناطق الباردة فقط، ومع ذلك تمنع مصر استيراد العجول المصابة به ومن غير المعقول أن نسمح بدخول ذلك المرض أسوة بدخول الإرجوت مثلًا.

القمح الفرنسي
وأشار الخبير الزراعي إلى أن أغلب المناشئ في العالم خالية من فطر الإرجوت مثل قمح أستراليا وأوكرانيا وروسيا وأوكرانيا وكازاخستان والأرجنتين، متسائلًا: "إذا كان القمح غير المصاب بالفطر متوفرا عالميًا فلماذا نصمم على الاستيراد من فرنسا الذي يتفشى فيها الفطر؟".

وأضاف نور الدين: "إيه حكاية فرنسا مع وزير التموين؟ أعطاها استثناء من قبل في نسبة الرطوبة المرتفعة التي تفسد القمح سريعًا، والآن يعطيها استثناء في فطر الإرجوت!".