رئيس التحرير
عصام كامل

دراما الإفساد.. «الجمهور عايز كده»! (2)


خطايا الدراما كثيرة وخطيرة وفتاكة بالمجتمع، فبعد المسلسلات الرديئة والخادشة والهدامة التي شاهدناها خلال الفترة الماضية كانت نتيجتها تفشي الرذيلة والغيبة والنميمة والبلطجة والعنف والخيانة والإدمان التي قال صناع الدراما للأسف عنها "إنها لا تصنع الواقع بل تنقل عنه".. والسؤال: حتى لو كان قولهم صحيحًا فهل يصح أن نمجد مثل هذا الأفعال ونجعلها سلوكًا لأبطال الدراما الذين ينتقل تأثيرهم إلى المجتمع بسرعة الصاروخ، متفوقين حتى على النموذج القدوة في الأسرة أو المدرسة أو حتى المسجد.. أضاعت الدراما ما بنته مؤسسات مجتمعية ضربتها الهشاشة فانعدم تأثيرها وربما مصداقيتها في السنوات الأخيرة.


والسؤال لصناع الدراما: أين قيم ديننا فيما تقدمونه من أعمال.. أين الحث على تحصيل العلم.. أين مكارم الأخلاق.. أين صلة الأرحام والتكافل الاجتماعي.. أين روح المجتمع الشرقي المحافظ بطبعه على معين القيم والأخلاق.. هل اختفت تلك القيم الأصلية من مجتمعنا..هل صار المجتمع كما تصوره أعمالكم الدرامية خاليًا من الرشد والاستنارة وصار يحكمكم مبدأ ميكافيللي خلاصته:
"الجمهور عايز كده" أو "اللي تكسب به العب به"..

أين دور الفن الملتزم.. أين رسالة الفن.. لماذا لا ترى الدراما إلا بعين واحدة؛ عين السلبيات والخطايا، وعمت أن تبصر الإيجابيات أو الجوانب المضيئة التي لا تزال موجودة بقوة في مجتمعنا.. ومن يقل بغير ذلك فإنه أعمى أو مضل.
الجريدة الرسمية