المعلمون في الأرض!!
"إن دولتنا تقدمت، في هذا الوقت القصير، لأننا بدأنا من حيث انتهى الآخرون، وتعلمنا من أخطائهم، وأعطينا المعلم حصانة الدبلوماسى، وراتب الوزير" هكذا قال الإمبراطور اليابانى عندما سُئل ذات مرة عن سر تقدم اليابان، بينما عندما سئل محمد هنيدى عن سر تدهور التعليم في مصر في فيلمه "مبروك أبو العلمين حمودة" أجاب "هو المدرس مننا لما يدخل البيت ويتحطله الشاى والكيك هيبقى له كلمة عالعيال بعد كده" بما يعكس ما وصل به حال تعليمنا.
ولعل ما حدث أخيرًا في واقعة التسريبات المتتالية لامتحانات الثانوية العامة وملابسات تورط عدد من القيادات في قضايا التسريب يعكس وبعمق مدى التردى الذي وصل إليه حال التعليم في مصر.
وعلى الرغم من الكيانات التي تم تدشينها تحت مسميات عديدة، كالهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد، وأكاديمية المعلم فإن عطاءات تلك المؤسسات ما زال في طور المحدودية.
لن ينصلح حال التعليم في مصر كمرحلة أولية إلا بتطوير أداء المعلمين، فالمدرس هو العمود الفقرى للعملية التعليمية، ولابد أن ندرك أن قدرته على العطاء ترتبط بالوفاء بحقوقه ومتطلباته من خلال الأجر العادل حتى لا يلجأ للأبواب الخلفية للدروس الخصوصية.
نعم هناك تفاوت رهيب في مصر بين مستويات دخول المعلمين فحيتان الدروس الخصوصية يتقاضون على عشرات الآلاف حصيلة عملهم خارج أسوار المدارس في الوقت الذي يحصل فيه المدرسون الرافضون للدروس الخصوصية أو الذين يدرسون مواد لا تحتاج لدروس على الفتات الذي لا يكفى الوفاء بمتطلبات الحياة اليومية.
في معظم الدولة المتقدمة نجد الاهتمام المتنامى بالمعلمين كاليابان والصين وسنغفاورة وإندونيسيا بل إن الاهتمام بالمعلم والعملية التعليمية كان ركيزة أساسية في انطلاقهم ورقى مجتمعاتهم.
ولرفع كفاءة العملية التعليمية في مصر لابد أيضًا من الاهتمام بتدشين المزيد من المدارس الجديدة وتقييم الأبنية التعليمية القائمة بالفعل وتطويرها وخفض الكثافة العددية للطلاب والتلاميذ في الفصول، وكذلك الاهتمام بالتدريب الفاعل للمدرسين والرقابة الجادة على أدائهم مع توفيــر بيئة عمل آمنة ماديًا ومعنويًا للمعلمين والاستعانة بتجارب الدول التي حققت نجاحات في هذا المجال.