اغتيال القس رافائيل.. ودعوة الشاعر جمال بخيت.. وسماحة الشاب سامي!
أصبت بالغضب والحزن بعد معرفتى بخبر اغتيال كاهن كنيسة مارجرجس بالعريش القس رافائيل موسى، ولأن هذا تزامن مع مشكلة للأسف تتكرر منذ سنوات في أماكن مختلفة، هذه المرة في إحدى قرى محافظة المنيا، شائعة تنطلق بأن أحد بيوت الإخوة المسيحيين يتحول سرا إلى كنيسة، تنتشر الشائعة ومعها طبعًا كل ما يزيد الغضب لبسطاء الناس، وتحدث أولا مشادة بين المسلمين والمسيحيين، وتتطور إلى إحراق المنزل الذي تنطلق الشائعات عليه، ويحترق عدة منازل أخرى لإخوة مسيحيين أيضًا !
الحادثان متزامنان في 24 ساعة وهذا يعنى ببساطة إصرار أعداء الإنسانية ومصر على تعكير العلاقة بين أبناء الشعب الواحد، بل لديهم إصرار على عدم ترك الشعب المصرى ذات العنصر الواحد يبنى ويحيا في سلام.. ومثلما كتبنا مرارا وتكرارا أن أعمال القانون هو الأساس الذي يجب يسود، ويومها سيستقيم الكثير مما نراه وخاصة في حادث المنيا المتكرر في أماكن عدة !
أما اغتيال القس رافائيل جرجس الذي يواكب ذكرى ثورة 30 يونيو التي قهرت الإرهارب الذي كان في السلطة آنذاك، وكلنا لن ننس كيف تعرضت الكنائس إلى موجه من الحرائق لم تشهدها مصر في تاريخها، وإذا كانت كنيسة مارجرجس بلا حراسة ونصح الأمن القس بترك الكنيسة التي سبق أن احترقت في 30يونية ويومها تركها القس رافائيل موسى لمدة شهر وعاد ولم يتم تخصيص حراسة، والحقيقة هنا أتساءل: وهل المفترض أؤدى طقوسى الدينية تحت الحراسة؟ مؤكدا الإجابة لا وألف لا! كيف أكون بين يدى الله ورجل أمن يقف بالخارج، وحتى تتضح الصورة أن اغتيال القس رافائيل موسى حدث والقس يقوم بإصلاح سيارته في السوق في أحد محال السيارات، وليس في الكنيسة !
الذي أثار غضبى بشدة أننى كنت قد كتبت على صفحتى على فيس بوك قصة سامى الشاب المسيحى.. الذي أعرف أسرته المتواضعة منذ ربع قرن ويزيد، يعمل سامى ببيع المناديل الورقية بأنواعها، يبيع ولا يتسول، فوجئت به عند محطة المترو بتوزيعه كتيبات صغيرة فيها آيات قرآنية على الركاب، لمحنى ابتسم وحاول إعطائى كتيب مميز، ولكن ابتسمت وأمسكت بكتفه بإحساس الشاكر لفعله، لا أحد من الركاب يعرفه، ولا يعرفون دينه، وكانوا سعداء به، وكنت الأسعد أنا بهذا الشاب الذي يشاركنا فرحة وبهجة رمضان، والشاب لم يسلم ولا في ذهنه دخول الإسلام، ولكن رقى المشاعر الإنسانية بين أبناء الوطن الواحد..!
جاء التعليق الراقى من الكاتب الصحفى والشاعر الرائع جمال بخيت والذي أخذنا إلى درجة إنسانية أعلى قال: إذا كنت معجبا بسامى الشاب المسيحى الذي يوزع آيات قرآنية، فلماذا لا تملك نفس السماحة وتوزع الإنجيل على الإخوة المسيحيين أم أن التسامح مطلوب من المسيحي فقط ؟
هذا الطرح طرح من شاعرنا الجميل مهم للغاية، وقد وافقته تمامًا فيما طرحه، ولابد من تأكيده في المجتمع، المرافقة هنا أننا نفكر فى إعلاء قيمة الإنسانية فوق كل شىء، أنا سعيد بتصرف سامى.. وشاعرنا اقترح شيئًا لابد من الرد بتسامح مماثل منى كمسلم، ووافقته، وفى هذا المناح الجميل تأتينا الأخبار باغتيال القس رافائيل موسى، والسخافة التي حدثت في المنيا التي تتكرر كل فترة.. ماذا بعد؟
لن يتركنا أعداء الوطن.. وأعداء الإنسانية.. ونحن لن نخذل أمنا مصر.
والأروع من كل هذا كتب الصديق عماد صبحى جرجس على اغتيال القس رافائيل: أنه لن يكون أفضل من شهداء الجيش والشرطة كلهم ونحن فداء مصر!
وتحيا مصر.. تحيا مصر..!