رئيس التحرير
عصام كامل

«أبناء صدام حسين.. من القصر إلى القبر».. «عدى» خطط لخلافة والده فقتله الأمريكان.. «نزواته ودروس التعذيب» تفتح النيران ضده.. «قصى» وراء نكسة الجيش أمام الأمريكان

صدام حسين
صدام حسين

بعد سقوط صدام حسين في العراق في مارس 2003 على يد قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، تشتت أبناء عائلته في جميع أنحاء العالم، إلا أن مقتل أبنائه «قصي وعدي» كان الضربة القاضية سواء للرئيس العراقي الراحل أو للعائلة، خاصة وأنه بعد سقوط النظام تكشف الكثير عن فساد الأبناء والذي كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير والسبب الأول في اندلاع موجة الغضب ضده.


ابنة خاله

وتزوج الرئيس العراقي الراحل ثلاث نساء، كان أولهن ساجدة - بنت خاله- والتي أنجب منها قصي وعدي، واللذان قتلا على يد القوات الأمريكية في يوليو 2003، بالإضافة إلى ثلاث فتيات هن «رغد ورنا وحلا»، وهؤلاء الخمسة هم الوحيدون الذين يحملون اسم صدام رسميا.

ولي العهد

ويعتبر عدي صدام - الابن الأكبر - وكان المرشح الأول لخلافة أبيه في الحكم، حيث كان هناك إجماع من القيادة في حزب البعث العربي الاشتراكي، وهو الحزب الحاكم في العراق آنذاك، أن يستلم عدي الحكم، فيما بعد خلفا لأبيه، لكونه أكبر أبنائه، ولأنه ملم بالقضايا السياسية والعسكرية في البلاد، إلا أنه خسر منصبه بسبب سلوكه العصبي.

جرائم وفساد

وكان لأبناء صدام حسين الكثير من الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب العراقي إبان فترة حكم أبيهم، حيث بث عدد من وسائل الإعلام الغربية مجموعة تقارير تشير إلى أن «عدي» بصفته كان يشغل منصب رئيس اللجنة الأوليمبية العراقية، قام بتعذيب وسجن الرياضيين الذين خسروا، ولاعبو كرة القدم المعذبون ضربوا بالخيزرانة على أقدامهم، كما أجبر اللاعبين على ركل كرة قدم خرسانية عقابًا لهم بسبب فشلهم في التأهل لنهائيات كأس العالم 1994.

الغطس في المجاري

وبعد إخفاق المنتخب العراقي في تحقيق نتيجة جيدة خلال الثمانينيات، أمر «عدي» بحلاقة شعر جميع اللاعبين عقابًا لهم، وأجبر اللاعبين على الغطس في المجاري من أجل نقل العدوى إلى جروح المصابين.

أسطول السيارات

عندما استولت القوات الأمريكية على قصر «عدي» في بغداد، وجدت حديقة شخصية للحيوانات مليئة بالأسود والفهود، وجراج تحت الأرض يحتوي على أسطول من السيارات الفاخرة، ولوحات تمجد له والدته مع صدام حسين، بالإضافة إلى سيجار كوبي منقوش عليه اسمه، والملايين من الدولارات. كما عثر على عدة اختبارات لفيروس نقص المناعة البشرية بين متعلقاته الشخصية. وقيل إنه جمع ملايين الدولارات عن طريق الشراكة مع الشركات التجارية الإيرانية بصورة غير قانونية.

نزوات نسائية

وادعت تقارير عالمية أنه بخلاف جرائم الفساد لعدي صدام، إلا أنه كان له مجموعة من الجرائم بحق النساء والتي تمثلت في قيامه باختطاف نساء عراقيات من الشوارع لكي يغتصبهن، مثل اختطافه لزوجة قائد في الجيش العراقي قال عن زوجها إنه نكرة، حيث أمر عدي رجاله بضرب زوجها واعتقاله ثم الإمساك بالزوجة التي اغتصبت وقتلت، وتم الحكم بالمؤبد على زوجها بتهمة "الخيانة العظمى ضد صدام"، بالإضافة إلى قيامه بضرب ضابط حتى أغمي عليه بسبب رفضه السماح له بالرقص مع زوجته، وتوفي الرجل لاحقا بسبب جراحه، كما قتل ضابطًا آخر لأنه لم يؤد التحية العسكرية له.

اما الابن الثاني وهو قصي صدام، وكان معروفا عنه أنه أقل فسادا عن أخيه الأكبر «عدي»، إلا أنه كان له بعض الإخفاقات التي تسببت في سوء حالة الجيش العراقي، خاصة بعد وكلت له مهمة قيادة قطاعات الجيش في منطقة بغداد خلال حرب العراق عام 2003، حيث استلم منصب المشرف العام على الحرس الجمهوري والحرس الخاص، وكان قصي أحد أهم الرجال والمخططين لعمليات الشمال في التسعينيات وكان أحد أهم عوامل نجاحها لكونه المخطط الرئيسي لهذه العملية.

عدم درايته العسكرية 

اشتهر بحبه للصيد في المنطقة الغربية للعراق والمسماة الجزيرة وكان قصي صدام المشرف على تدريبات الحرس الجمهوري العراقي ويلقى عليه اللوم في انهيار الجيش العراقي أمام القوات الأمريكية الغازية في 2003 بسبب عدم درايته بالأمور العسكرية.

مقتلهم

في صباح يوم 23 يوليو 2003، شنت قوات التحالف بقيادة القوات الأمريكية عملية عسكرية على مخبأ عدى وقصى صدام حسين في مدينة الموصل في معركة دامت لأكثر من 6 ساعات قاوم فيها عدي وقصي ومصطفى "ابن قصي" بما لديهم من أسلحة إلا أنهم قتلوا بوحشية، ودفنوا في قرية العوجة بجانب عمه برزان إبراهيم الحسن والرئيس السابق لمحكمة الثورة عواد البندر.
الجريدة الرسمية