رئيس التحرير
عصام كامل

إنجلترا تقود أوروبا للتفكك والحرب!


في الوقت الذي عجز اتحاد الكرة ووزير الشباب والرياضة ووزير الداخلية ووصل الأمر إلى رئيس الوزراء لتحديد الملعب الذي يلتقى عليه الإسماعيلي والأهلي في مباراة كرة قدم، وفى نفس الوقت الذي تهددت مباراة المصرى والزمالك بالتأجيل، بسبب حيرة المسئولين على أي ملعب ستقام المباراة، برغم أن الناديين ليس لديهم مشكلة مع أي ملعب، اللهم المصرى يعترض على السفر إلى الإسكندرية لبعد المسافة فقط، ناهيك عن النجم الشاب رمضان صبحى الذي أصبح مشكلة فهو الورقة الرابحة مع الشباب والكبار، وأصبح اشتراكه مشكلة في مباراة الزمالك والأهلي بسبب مباراته مع الشباب، بالإضافة إلى الحفلات التي أقيمت بحكم المحكمة بعدم صحة اتفاقية ترسيم الحدود مع المملكة السعودية، برغم أنه حكم درجة أولى، ومن يقرأ الحكم جيدا سيجد أنه لا يمصر الجزر أو العكس لأن هذا الأمر ليس من اختصاصه ولا أي محكمة إلا إذا كانت محكمة دولية متخصصة مثلما حدث في قضية طابا، ولكن نحن نبالغ في كل شىء.


وسط هذا الضجيج الداخلى مع اهتمام كل أسرة بإعداد إفطار رمضان، بدأ العالم يتشكل من جديد، الإنجليز قرروا الانسحاب من الاتحاد الأوروبي!

لابد من نظرة تاريخية سريعة لمعرفة المستقبل، الحرب العالمية الأولى في 1917 والحرب العالمية الثانية التي انتهت في 1945، لم تكن بسب العرب ولا المسلمين ولا الإرهاب، ولا بسبب أسامة بن لادن أو طالبان..إلخ ولكن الحربين اللتين راح فيهما أرواح ملايين البشر كانت صراعا بين النزعات العنصرية بين الدول الأوروبية بعضها البعض، الدول الاسكندنافية ترى أنها الارقى، وإنجلترا الامبراطورية التي لاتغيب عنها الشمس، وألمانيا الجنس النقى ومنها جاءت مقولة هتلر "ألمانيا فوق الجميع"، واليابان كانت امبراطورية ملء السمع والبصر...إلخ، كل دولة كان لها أسبابها لتكون هي الأكبر ولها السيادة لأنها الأفضل والأرقى والأعرق من الدول الأخرى!

بعد الحرب العالمية الثانية، وبعد دراسة العقلاء لما حدث في أوروبا المدمرة وكانت مجرد أطلال، جاءت فكرة الاتحاد، لأن كل الدراسات التي تمت كانت نتيجتها.. الوحدة أم الحرب!!

هذا هو السؤال الذي جعل الجميع في أوروبا يتنازل عن أحلامه التوسعية، وأحلام فرض السيطرة على الغير، فاختار الأوربيون الوحدة، لأنها ستحميهم من الحرب والدمار، ولم تتم في يوم وليلة، ولكنها على مراحل وعشرات السنوات حتى اكتملت بالعملة الأوروبية الموحدة، من المؤكد أن ماحدث كارثة حقيقية تهدد ليس أوروبا فقط ولكن العالم..خروج إنجلترا من الاتحاد الأوروبي أمر جلل وخطير، ونحن في العسل نائمون وكأن الأمر لايعنينا.. خروج إنجلترا يعنى عودة الصراع حتميا بينها والأوروبيين، يعنى أن الاتحاد يمكن أن يتحلل دولة وراء الأخرى، خروج الإنجليز من الاتحاد الأوروبي يعنى بداية لعصر جديد من الحروب بين الكبار، والذي يدفع دائما الثمن الصغار مثل العالم العربى وأفريقيا، على سبيل المثال الحرب العالمية الثانية مصر وأفريقيا دفعت الثمن غاليا وبدون سبب، كانت القاهرة والإسكندرية تدك بالطيران كل يوم، وحرب العلمين التي ندفع ثمنها حتى الآن بسبب حقول الألغام..

ولا يعرف الكثيرون أن الإنجليز والفرنسيين حاربوا هتلر بجنود من مستعمراتهم في أفريقيا، الحروب بين الكبار تدهس الصغار تحت جحافل جيوش الكبار.. ولهذا علينا أن ننتبه لأحداث العالم لأننا لسنا بعيدين عنها..بل في قلبها لأن ماحدث سيعيد كل الحسابات في التعامل مع دول الاتحاد الأوروبي..ومع إنجلترا ومن سيلحق بها..انتبهوا أيها العرب الغارقون في النوم!
الجريدة الرسمية