رئيس التحرير
عصام كامل

القمم العربية بين الانعقاد والقرارات.. أهمها قمة اللاءات الثلاثة.. والثورات العربية أجلت القمة الأخيرة لعامين.. وقمة الدوحة تقرر السعى دوليًّا لإطلاق مفاوضات سلام جادة بين الفلسطينيين وإسرائيل

فيتو

انعقدت اليوم، الثلاثاء، القمة العربية الرابعة والعشرون بالدوحة، بمشاركة مصر وحوالى 16 رئيسًا وملكًا عربيًّا, فى حين تغيب العاهل السعودى الملك عبد الله بن عبد العزيز، ورئيس دولة الإمارات، والرئيس الجزائرى، والرئيس العراقى، والسلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان، والذى لا يشارك عادة فى القمم العربية والخليجية.  

وكانت القمم العربية تعقد إما فى إطارها العادى أو الاستثائى إذا ما جد جديد فى المنطقة, وكانت أول قمة عقدت فى أنشاص بمصر فى 28 و29 أبريل عام 1946, وقررت مساعدة الشعوب العربية القابعة خلف جدران الاحتلال حتى تمام الاستقلال, وطالبت بالعمل على وقف كل أشكال الهجرة اليهودية إلى أرض فلسطين، وقررت الدول الأعضاء "الدفاع عن دولة فلسطين فى حال الاعتداء عليها".
أما قمة بيروت 13-14 نوفمبر 1956, فقررت مساعدة مصر فى صد العدوان الثلاثى وتأييد المقاومة فى الجزائر, وكانت قمة القاهرة العادية الأولى فى الفترة بين 13-17 ديسمبر 1964, وقررت تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية، والرد على المخططات الصهيونية لتحويل مياه نهر الأردن.
وعقدت القمة الرابعة فى الإسكندرية ما بين 9-11 سبتمبر 1964، وتم الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل للشعب الفلسطينى, وكانت القمة الخامسة بالدار البيضاء فى الفترة من 13-17 سبتمبر 1965, وتم التوقيع فيها على ميثاق التضامن العربى والالتزام به، ودعم قضية فلسطين عربيًّا ودوليًّا، والتخلى عن سياسة القوة، وحل المشاكل الدولية بالطرق السلمية، وتصفية القواعد الأجنبية وتأييد نزع السلاح.
وعقدت القمة السادسة بالخرطوم فى الفترة من 29-31 أغسطس 1967, وخرجت باللاءات الثلاث وهى: لا صلح، ولا تفاوض مع إسرائيل، ولا اعتراف بها، والاستمرار فى تصدير النفط إلى الخارج، وعقدت على إثر هزيمة العرب أمام "إسرائيل" فى حرب يونيو.
أما القمة السابعة فكانت بالرباط 23 ديسمبر 1969, وقررت دعم الثورة الفلسطينية وسط خلافات نتيجة رفض بعض الدول، ومنح تفويض مطلق للرئيس المصرى جمال عبد الناصر من أجل تنظيم الدفاع العربى ضد "إسرائيل".
وكانت القمة الثامنة بالقاهرة، وهى قمة استثنائية فى 27 سبتمبر 1970, وعقدت أثناء أزمة "أيلول الأسود" بين الأردن والفلسطينيين، عشية وفاة الرئيس جمال عبد الناصر، ودعت إلى إنهاء العمليات العسكرية فى الأردن بين المقاتلين الفلسطينيين والقوات المسلحة الأردنية, كما صادقت على تشكيل لجنة رباعية لتسوية الخلاف.
وعقدت القمة التاسعة بالجزائر فى الفترة من 26- 28 نوفمبر 1973, بعد حرب أكتوبر 1973، ووضعت فيها الدول العربية, للمرة الأولى, شروطًا للسلام تقضى بانسحاب "إسرائيل" من جميع الأراضى المحتلة، ومواصلة الحظر النفطى. وقضت باستحالة فرض حل على العرب فى أعقاب حرب أكتوبر التى اعتبرتها القمة نتيجة حتمية لسياسة إسرائيل العدوانية.
ووضعت القمة العاشرة - قمة الرباط - فى الفترة من 26- 29 أكتوبر 1974, أسس العمل العربى المشترك، والالتزام باستعادة حقوق الشعب الفلسطينى، واعتماد منظمة التحرير الفلسطينية ممثلًا شرعيًّا ووحيدًا للشعب الفلسطينى، وتأكيد حق الفلسطينيين فى إقامة "سلطة وطنية على كامل الأراضى المحررة".
وعقدت قمة الرياض السداسية الاستثنائية فى الفترة من 16 - 18أكتوبر 1976, وخصصت لمناقشة الحرب الأهلية اللبنانية، ودعت إلى وقف إطلاق النار فى لبنان، وإعادة الحياة الطبيعية إليه، واحترام سيادته ورفض تقسيمه، وإعادة إعماره، وتشكيل لجنة عربية لتنفيذ اتفاقية القاهرة، وإرسال قوة ردع عربية، وشكل السوريون غالبية عناصرها.
وكانت قمة القاهرة فى الفترة من 25- 26 أكتوبر 1976, وصادقت على قرارات قمة الرياض بشأن لبنان، ورفضت قمة بغداد فى الفترة من 2 إلى 5 نوفمبر 1978 اتفاقية كامب ديفيد التى وقّعها الرئيس المصرى الراحل أنور السادات مع إسرائيل، وتم نقل مقر الجامعة العربية وتعليق عضوية مصر ومقاطعتها التى بدأت عملية سلام مع "إسرائيل".
وعقدت قمة تونس فى الفترة من 20 حتى 22 نوفمبر 1979, فى المقر الجديد للجامعة العربية بعد إبعاد مصر من المنظمة, وأكدت على تطبيق المقاطعة على مصر، ومنع تزويد إسرائيل بمياه النيل، وإدانة سياسة الولايات المتحدة وتأييدها لإسرائيل.
وقررت قمة عمان فى نوفمبر 1980 مساندة العراق فى حربه مع إيران، وقاطعها الفلسطينيون وسوريا والجزائر ولبنان, ثم قمة "فاس" بالمغرب فى نوفمبر 1981 وسبتمبر 1982, وعقدت فى اجتماعين فى 1981 و1982 بسبب خلافات فى وجهات النظر بين الدول، وأقرت خطة سلام عربية تعترف ضمنًا بحق إسرائيل فى الوجود داخل حدود آمنة معترف بها.
وأدانت قمة الدار البيضاء الاستثنائية فى الفترة من 7 حتى 9 أغسطس 1985 للمرة الأولى "الإرهاب بكل أشكاله", وخصصت قمة عمان الاستثنائية فى الفترة من 8 حتى 11 نوفمبر1987 للحرب الإيرانية العراقية، ونددت بطهران وإصرارها على مواصلة الحرب، معبرة عن دعمها لبغداد.
وطالبت قمة الجزائرالاستثنائية فى يونيو 1988 بعقد "مؤتمر دولى حول الشرق الأوسط" بمشاركة منظمة التحرير الفلسطينية، وأكدت على حق الفلسطينيين فى إقامة دولة لهم.
وأعادت قمة الدار البيضاء الاستثنائية فى الفترة من 23حتى 26 مايو 1989 مصر إلى عضوية الجامعة العربية، وبحث قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، والمؤتمر الدولى للسلام، وتشكيل لجنة لحل الأزمة اللبنانية، والتضامن مع العراق.
وأكدت قمة بغداد فى الفترة من 28 حتى 30 مايو 1990 على التضامن العربى، ونددت بالسياسة الأمريكية الداعمة لـ "إسرائيل"، واستهجنت إقامة مهاجرين يهود فى الأراضى المحتلة, واعتبرت القدس عاصمة لدولة فلسطين، ودعم قيام اليمن الموحد، والتحذير من تصاعد موجات الهجرة اليهودية، وخطورتها على الأمن القومى العربى، وإدانة قرار الكونجرس الأمريكى باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل.
وكرست قمة القاهرة الاستثنائية فى أغسطس1990 انقسام العالم العربى، 12 دولة من أصل الأعضاء الـ22 طالبت بالانسحاب العراقى من الكويت، وأدانت العدوان العراقى على الكويت، وأكدت سيادة الكويت، وشجب التهديدات العراقية للدول الخليجية، والموافقة على نشر قوات عربية فى السعودية ودول الخليج.
وركزت قمة القاهرة الاستثنائية فى يونيو 1996 على مصير عملية السلام بعد وصول اليمين إلى السلطة فى "إسرائيل". ودعمت جهود السلام على أساس قرارات مجلس الأمن الدولى، ودعم اتفاق العراق مع الأمم المتحدة حول برنامج النفط مقابل الغذاء.
وقررت قمة القاهرة الاستثنائية الرابعة والعشرين فى مارس 2000 إنشاء صندوقين هما صندوق الانتفاضة وصندوق حماية المسجد الأقصى, وتعد قمة عمان العادية فى مارس 2001, وأول قمة عادية تعقد منذ عشر سنوات, وبحثت المسألة الفلسطينية وعملية السلام دون أن تتمكن من إعادة العلاقات بين العراق والكويت.
وأقرت قمة بيروت فى مارس 2002 مبادرة سعودية تعرض على "إسرائيل" السلام والأمن وإقامة علاقات طبيعية لقاء انسحابها من الأراضى المحتلة، وشهدت تقاربًا بين العراق والكويت.
واعتمدت قمة شرم الشيخ بمصر فى الأول من مارس 2003 موقفًا موحدًا برفضها بالإجماع شن هجوم أمريكى على العراق, وتضمنت قمة تونس فى مايو 2004 تعهدًا تاريخيًّا من القادة العرب بإطلاق إصلاحات، وأصدرت قرارًا غير مسبوق يدين الهجمات التى تستهدف "مدنيين إسرائيليين"، وأرجأت القمة فى اللحظة الأخيرة بسبب خلافات، وكانت سابقة فى تاريخ الجامعة العربية.
وصدر عن القمة التاسعة والعشرين بالجزائر فى مارس 2005  "إعلان الجزائر" الذى شدد فيه العرب على ضرورة تفعيل المبادرة العربية التى أطلقت فى قمة بيروت العام 2002 ، والتمسك بالشرعية الدولية، وقررت بعض الإصلاحات الخاصة بالجامعة العربية.
وعقدت القمة الثلاثون بالخرطوم فى مارس 2006, وأعلنت رفض القادة العرب خطة زعيم حزب كاديما "الإسرائيلى" "إيهود أولمرت" لرسم الحدود مع الفلسطينيين من جانب واحد، وأعلنت استعدادها لتمويل القوات الأفريقية فى دارفور.
وقررت قمة الرياض التى عقدت فى مارس 2007 تفعيل مبادرة السلام العربية بعد خمس سنوات من إطلاقها، ودعت "إسرائيل" إلى القبول بها.
وكانت قمة دمشق التى عقدت فى مارس 2008, وسجل المراقبون عدة ملاحظات على القمة العربية التى افتتحت أعمالها فى دمشق، ومن أبرزها أنها القمة العربية الوحيدة التى لم تبدأ بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ولم يبدأ المتحدثان الرئيس السورى بشار الأسد والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بالتحية الإسلامية.  
كما رفض الوفد السورى أن يتسلم الرئاسة بروتوكوليًّا من الرئاسة السابقة السعودية، بحكم تدنى مستوى التمثيل إلى مستوى سفير، وخيب الرئيس السورى الإشاعات التى توقعت مفاجأة بتسهيل انتخاب رئيس لبنانى.
وعقدت قمة قطر بالدوحة فى الفترة من 30 حتى 31 مارس 2009 والتى لم تحضرها مصر لوجود خلافات مع أمير قطر, ثم قمة سرت فى ليبيا، فى الفترة من 27 حتى 28 مارس 2010.
وكانت القمة الأخيرة عقدت بالعراق، وهى قمة بغداد فى الفترة من 27 حتى 29 مارس 2012، وكانت هذه القمة قد تأجلت كثيرًا نتيجة للثورات العربية.
أما قمة الدوحة اليوم فقررت تشكيل وفد وزارى عربى برئاسة رئيس وزراء ووزير خارجية دولة قطر، وعضوية كل من مصر والأردن وفلسطين والأمين العام للجامعة العربية، لإجراء مشاورات مع مجلس الأمن والإدارة الأمريكية وروسيا والصين والاتحاد الأوربى للاتفاق على آليات وفق إطار زمنى محدد لإطلاق مفاوضات جادة بين الفلسطينيين وإسرائيل، وتكليف الأمين العام للجامعة العربية تشكيل فريق عمل لإعداد الخطوات التنفيذية لهذا التحرك.


الجريدة الرسمية