وزارة التربية والتسريب
منذ أول أيام امتحانات الثانوية العامة ونحن كطلبة في الثانوية العامة صرنا واقعين تحت ضغوط وحروب نفسية شبه يومية، فمنذ أول يوم للامتحانات تم إعلان تسريب امتحان اللغة العربية وامتحان التربية الدينية ولكن الوزارة المسئولة عن تعليمنا وتأمين المستقبل بأن تؤهل شباب وأطفال اليوم وتعلمهم لكي يصبح لهم شأنً ومكانةً في المجتمع مستقبلًا لم تستطع تأمين أوراق الامتحانات التي هي مجرد أوراق!.
ولكن اكتفت فقط أيضًا بأن تؤجل امتحان التربية الدينية ليوم التاسع والعشرين من الشهر الحالي، وكأن ذلك هو الحل الأمثل للرد على من قاموا بتسريب الامتحانين!.
واستمر مسلسل التسريب إلى أن وصل إلى ذروته يوم (الخميس الثالث والعشرين من يونيو) فعند ذهابي للجنتي لحضور امتحان مادة اللغة الثانية (الفرنسية) ومادة الاقتصاد، وجدت أن الكثيرين يقولون بأن هناك نموذجا على الإنترنت يُرجح بأنه للغة الفرنسية وكان هناك نموذج آخر لمادة الاقتصاد!.
وبحكم أن النفس أمارة بالسوء قررت بعد المذاكرة والاجتهاد لعشرة أشهر متواصلة وبعد تعب مع أستاذة فاضلة استطاعت أن تغرس في أنا وزملائي حب اللغة وليس التعامل معها كمادة ستنتهي علاقتي بها بعد خروجي من الامتحان، قررت بأن أتطلع في الورقة التي كانت مع الطلبة والتي يزعمون بأنها ورقة الامتحان، فمن الممكن أن يلعب القدر لعبته مجددًا وتصبح هي فعلًا ورقة الامتحان الذي سوف نؤديه.
وبالفعل نظرت في الورقة ودخلت إلى اللجنة وأصابتني الدهشة، فها هي الورقة التي كانت معهم في الخارج هي نفسها الامتحان الذي نؤديه الآن!.
كيف حدث ذلك؟!، لا أدري!، كيف استطاعوا أن يسربوا مجددًا الامتحانات بعد أن قالوا إنهم استطاعوا أن يلقوا القبض على الجناة والمسئولين عن التسريب؟!، لا أعرف، ولا أعرف أيضًا إجابات لأسئلة كثيرة تطرح في ذهني، ولكن الإجابة في نفوس المسئولين عن حماية حلمنا ومجهودنا طوال عشرة أشهر، وقعنا فيها تحت ضغوط عديدة وحروب نفسية أكثر.
سيدي المسئول عن التعليم في مصر مع الاحترام الكامل لمنصبك أرجوك أن تلتفت لنا نحن الطلبة الذين وقعوا ضحية لتسريب امتحانات، ولن أقول تساووا مع من لم يذاكر، لأن من لم يذاكر أصبحت الامتحانات تأتي له على طبق من ذهب! ولكن أقول قد ضاعت أحلامهم وكأنها سراب وكأنها أيضًا لم تكن من الأساس!.
صدقني لو نحن ندفع ثمن غلطتكم اليوم فسوف تدفعون أنتم الثمن أيضًا في المستقبل، فبحلول عام 2023 ستتخرج دفعة من كلية الطب دخلت باعتمادها على التسريبات وليس على المذاكرة والاجتهاد، ووقتها سوف تتخرج دفعة من الأطباء الذين لا يفقهون شيئًا في الطب، وبالمثل في الهندسة!.
وأما من اجتهدوا ستصبح أماكنهم المعاهد وربما لن يصلوا إليها أيضًا!، لذلك أطلب من كل مسئول في بلدنا أن يسرع لإنقاذنا وأن تكون هناك حلول فعالة سواء بإلغاء نظام التنسيق أو بتطبيق نظام القدرات وإلا سوف نكون أمة لا تستحق أن تبقي حتى على خرائط العالم.
وأما عن نفسي فيكفيني بأني قد أجبت في امتحان اللغة الفرنسية بمجهودي، وبما قد تعلمته على يد معلمتي الفاضلة سلوي وليم، التي استطاعت أن تحول جهلنا باللغة إلى عشق للغة الفرنسية، ويكفيني أن الله وحده حسبي ووكيلي.