نشطاء مش سياسيين !
في الوقت الذي بدأ يندثر فيه مصطلح "النشطاء السياسيون" عبر الفضائيات وأثير الإذاعات بعد أن سببوا لنا صداعًا مزمنًا في التنظير وإثارة الزوابع وفق أجندات غير مفهومة، ظهرت شريحة شبابية كانت أكثر نشاطًا في الأنشطة الثقافية والاجتماعية والإنسانية، نشطاء في خدمة الوطن والمجتمع ليس لهم علاقة بالسياسة ولعبتها القذرة.
لقد نحى هولاء الشباب السياسة جانبًا، واجتهدوا في العمل التنموى والخيرى في سبيل خدمة المجتمع وفى محاولات جادة لرأب الصدع وسد الفجوة بين المجتمع وأفراده، مثل هؤلاء الشباب يجب أن نرفع لهم القبعة احترامًا وتقديرا لجهودهم.
نعم نثمن جميعًا جهود هؤلاء الشباب الذي يخصصون جزءًا من أموالهم وأوقاتهم لخدمة المجتمع، وخاصة البسطاء والفقراء والمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة.
إن اتساع القاعدة الشبابية المشاركة في أعمال الجمعيات الخيرية شهد نموًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة وهى ظاهرة جيدة جدًا تصب في صالح تفعيل دور الشباب في المشاركة الاجتماعية وتعظيم التكافل الاجتماعى مع أفراد المجتمع والفئات الأكثر معاناة.
رأيت كيف يتنقل شباب جروب "فاعل خير" بين محافظات الصعيد وفى حرارة شمس رمضان لا لشىء إلا أن يرسموا بسمة أو يمسحوا دمعة على وجوه البسطاء دون أن يكون لهم أي أجندة سياسية وإنما الخير من أجل الخير.
نعم الشباب هم الذين يقودون العمل الخيرى والحراك التنموى من خلال مؤسسات تنموية واجتماعية شهدت نموًا في الفتــرة الأخيرة.
لم تنكر مؤسسة الرئاسة دور الشباب في العمل القيادى والتنموى فقامت بتنظيم البرنامج الرئاسى للشباب، وهو برنامج ناجح جدًا في صقل المهارات القيادية للشباب، والذي حرص الرئيس على مشاركتهم في الكثير من الزيارات الرئاسية بل شاركهم الرئيس إفطارا رمضانيا منذ أيام، كما قامت مؤسسة الرئاسة برعاية العديد من المبادرات الشبابية الرائدة في مجال العمل الخيرى كمبادرة اسمعونا، والعديد من المبادرات الشبابية التي أسهمت في جمع تبرعات لصالح مستشفى شفاء الأورام بالأقصر.
ألف تحية لكل شاب متطوع في العمل الخيري ولكل نشطاء الخير الذين لم يصدعوا رءوسنا بالسياسة، ولكن اجتهدوا كثيرًا في العمل التنموي ونجحوا بالفعل في أن يرسموا بسمة ويمسحوا دمعة.