رئيس التحرير
عصام كامل

صراع بين «داعش» و«القاعدة» على الفوز بولاية الجزائر

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

يتنافس كل من تنظيم "داعش" وتنظيم ما يسمى بـ"القاعدة في المغرب الإسلامي"، لفرض سيطرة أوسع على أراضي الجزائر، وليكون التنظيم المسيطر في البلاد.


وبحسب تقرير لشبكة "سكاي نيوز"، استطاع تنظيم داعش التغلغل في الجزائر، من خلال انشقاقات بين فصائل تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، وبعد إطلاق حملة اغتيالات وهجمات تفجيرية لاستهداف القوات الأمنية الجزائرية.

واستطاع تنظيم داعش ضم كل من بلدات سكيكدة، جيجل، قسنطينة، تيبازة، تيباسا، بجاية، بومدراس، البويرة، المدية، البليدة، الشلف، عين الدفلى، وغيرها في ما أطلق عليه اسم "ولاية الجزائر".

وتوسع داعش شمالي الجزائر يهدد هيمنة تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، الذي لا يزال يفرض سلطته في عدد من المحافظات.

ولم ينته طموح داعش داخل الحدود الجزائرية فحسب، بل أخذ نفوذها في ازدياد وتوسع، وأخذت تسلب من القاعدة أتباعها في دول الساحل والصحراء الواقعة على الحدود الجنوبية للجزائر، مثل مالي، التي شهدت نشاطا واسعا للقاعدة في السنوات الماضية.

وقامت فصائل كبيرة بإعلان بيعتها لتنظيم داعش، مثل حركة أنصار الدين في مالي التي يتزعمها إياد اغ غالي، والذي أعلن بيعته لتنظيم داعش، إضافة إلى إعلان مجموعات وأفراد كانوا تابعين للقاعدة بيعتهم لداعش عبر تسجيلات فيديو أطلقوها عبر الإنترنت.

بيد أن محللين في المنطقة قارنوا بين عمل التنظيمين في المنطقة، رأوا أن القاعدة أصبحت هشة وضعيفة ومفككة، بعد أن أعلنت عدة مجموعات الاستقلال عنها، والظهور بأسماء جديدة، تخالف الاسم الذي عرف به التنظيم منذ انطلاقه في دول الساحل والصحراء.

وهو ما يعد كسبا لتنظيم داعش الذي أخذ يتزايد ويتكاثر، لعدة أسباب، أهمها هزائمه المتوالية في العراق وسوريا وفي تونس، وهو ما حمل التنظيم إلى محاولة صناعة وجود آخر له في أفريقيا، خاصة بعد مبايعته من قبل جماعة بوكو حرام الناشطة في غرب أفريقيا.

وعلى الأرض، انقسم نشاط الجماعتين، حيث توجهت القاعدة في وقت مبكر إلى كسب المال عبر تهريب المخدرات والمهاجرين، واختطاف رهائن غربيين، فيما تسعى داعش إلى محاولة تهريب أسلحة متطورة تمكنها من بسط سيطرتها ونفوذها في المنطقة أسوة بما قامت به في العراق وسوريا، ومن خلال تجربة بوكو حرام في نيجيريا.

ستؤدي المنافسة بين التنظيمين الإرهابيين حتما إلى زيادة في الهجمات ضد قوات الأمن الجزائرية، ومن المرجح أن يؤدي هذا التصعيد إلى زعزعة استقرار النظام الجزائري على المدى القريب.

وتتشارك الجزائر حدودا مع دول مضطربة أمنيا، ما يجعلها وجهة تلقائية للجماعات المسلحة أو أنشطة التهريب، حيث تبلغ الحدود الجنوبية مع مالي نحو 1300 كيلومتر، وهي الحدود الأطول والأصعب في التحكم.

وتبلغ الحدود الجزائرية مع تونس التي تعاني أيضا من الجماعات الإرهابية المسلحة نحو 965 كيلومترا مربعا، بينما تتشارك مع ليبيا الغارقة في الفوضى الأمنية 982 كيلومترا مربعا.
الجريدة الرسمية